بدايتها! إلا أن الحاكية عن كونها سبعا عند نزول القرآن : (تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ..) (١٧ : ٤٤) متجاوبة مع المصرحة بمنتهى المعراج وهو الأفق الأعلى (عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى. عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى) قد تنافي ازديادها على السبع كنقصانها ، اللهم إلا في توسيع جنة المأوى ، المحيطة بالسابعة ، الواقعة على صرحها ، وهي من ضمن السماء.
ثم ترى إن اتساعها هو منذ سبعها؟ ام منذ خلقها؟ إن إفراد السماء هنا يوحي بانه منذ خلق الدخان (الغاز) السماوي ، الثائر من تفجر المادة الأم (الماء) فمن توسيعها جعلها سبعا ، ثم خلق أنجمها : (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ. فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَحِفْظاً ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) (٤١ : ١٢).
ثم السبع بجنتها المأوى ، وبأجوائها وأنجمها مستمرة في التوسع الى قيامتها ، والعلم حتى اليوم لم يكشف النقاب إلا عن شيء من توسعها في أنجمها واجوائها.
إن آخر ما انتجته التحقيقات الفلكية ان (قطر كل سلسلة سحابية من الجزائر السماوية أربعون الف سنة ضوئية ، والقسم المركزي منها كتلة نارية الكترونية ذرية ، تدور عليها السلسلة السحابية ، ونتيجة للدوران تنفتح وتنتشر القطر السحابي الحلزوني لحد ما ، وتصبح كقطع سحابية مضيئة ، أو مجموعة كواكب ، وبعد آلاف الملايين من السنين ينمحي المحل الأصل للسلاسل الحلزونية ، وبدلا عن القطع المضيئة التي هي مراكز الكواكب وأصولها ، تظهر في صحنة الفضاء كواكب منفردة ، وهكذا يكون دوران المجموعات السحابية مولدة للكواكب وسائر النقط النورانية في الفضاء).
كما وان بعض الكواكب تقوم قيامتها قبل القيامة الكبرى ، إلا أن المواليد