لأدنى درجات الايمان ، حيث المفاصلة بين الايمان والنفاق لا تناسب أية مواصلة ، بخلاف الإسلام الذي يجمع كتلة الايمان وكتلة النفاق ، مهما اخرج الكفر.
(.. يَقُولُ .. لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ) ترى انه نزول أية سورة؟ وقد نزلت قبل هذه السورة سور كالمكية كلها ، والمدنية عديد منها!
او انها السورة المحكمة التي لا تقبل التأويل؟ فكذلك الأمر ، حيث الاكثرية الساحقة من المكية محكمات ، او في الكثير من آياتها وكفى ، كما المدنية النازلة قبل القتال!
او انها السورة المحكمة المذكور فيها القتال كسورة القتال؟ أنهم قالوا قبل نزولها : (لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ) بشأن القتال ، تشوقا الى النضال ، وبعد إذ كانوا محرومين عن النزال في ساحات القتال ، في معارك المجد والكرامة ، طيلة العهد بمكة ، حتى إذا استقروا في المدينة .. : قالوا مقالتهم هذه ، فريق عن جدّ الايمان على سلامة من قلوبهم ، وفريق على ضعف الايمان ومرض في قلوبهم!
(فَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتالُ) وهي سورة : القتال ـ رأيت :
(رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) مرض النفاق والشقاق ، من غير المؤمنين ، ممن لم يقولوا : (لَوْ لا نُزِّلَتْ سُورَةٌ) ومن المؤمنين الضعفاء ، الذين في قلوبهم مرض الخوف والتخاذل ، ولمّا يستقر جوهر الايمان في قلوبهم ، ولما يستكن الايمان في أعماقهم ، واما سائر المؤمنين الأقوياء فهم يتحينون الفرص لخوض المعارك في سبيل الله ، ويلتمسون قتالا في الله ليل نهار!.
(فَإِذا أُنْزِلَتْ .. رَأَيْتَ .. يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) : انهم خائفون لحد الهلع ، لا يتجملون بحياء أمام الخطر الحادق بالمسلمين ، ولا يتحملون أذى في سبيل الله والحفاظ على كرامتهم كمؤمنين ، وكأنهم اخذتهم