قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ٢٥ ]

70/496
*

ذا الذي ينجي الغرقى حين تقطعت بهم الأسباب (إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتاعاً إِلى حِينٍ).

اجل (فَلا صَرِيخَ لَهُمْ) من غرقه تعالى (إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا) وهنا يصح المقال : أعوذ بك منك ، وبرحمتك من عذابك ، (وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) قرر في الذكر الحكيم واللوح المحفوظ ، متاع الحياة ابتلاء وامتحانا لعلهم يتقون.

(وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَما خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٥) وَما تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) (٤٦).

رغم كافة الآيات الدالة على المبدء والمعاد هم أولاء الحماقى الأغفال لا يتبصرون بها (وَإِذا قِيلَ ... لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) لا يتقون.

لا ياتي هنا صراح الجواب إذ هو معروف من حالهم النكدة البئيسة ، وبما يعمم حالهم : (إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ) و (ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ) تعم : حالهم الحاضرة وما تستقبلها يوم الدنيا ، وحياتهم الأخرى التي يستقبلونها بعقوبات فيهما فإنهما (ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ) كما وأن «ما خلفكم» تعم حالهم الغابرة هنا والحياة الدنيا بأسرها التي يستدبرونها بما أصاب من قبلكم من عقوبات ، وتقوى الآخرة هي حصيلة تقوى الدنيا بترك الطغوى فيها (١) والتذكر بآيات الرب والتربّي بها.

هذه الآيات الصارمة هي بذواتها تكفي هزّة وارتعاشة وانتفاضة لقلب مفتوح ، ولكنهم على قلوبهم أقفالها ورينها (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ).

__________________

(١) نور الثقلين ٤ : ٣٨٨ ح ٥٧ في المجمع روى الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : معناه اتقوا ما بين أيديكم من الذنوب وما خلفكم من العقوبة.