حيث الواو في جيئة اهل الجنة حالية ، وعدمها في جيئة اهل النار دليل فتحها فور وصولهم لا قبلها (١).
ومع ذلك الذكر المتواصل المديد لا تبقى للغافلين أية حجة يوم يقوم الأشهاد (٢).
في هذه الجولة نرى تقابلا في المجموع والأجزاء ، في الأسماء والسمات وفي الميّزات.
فهنا (لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ) وهناك (لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ) هنا (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ) وهناك (جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها فَبِئْسَ الْمِهادُ) ويا له من مسرح هو مصرح لكل مآب وكأنه حاضر! ففي جنات عدن :
(مُتَّكِئِينَ فِيها يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرابٍ)(٥١).
لهم راحة المتكأ وراحة الفاكهة والشراب ، وكذلك لهم متعة الفتيات والحوريات :
(وَعِنْدَهُمْ قاصِراتُ الطَّرْفِ أَتْرابٌ)(٥٢).
__________________
(١) راجع سورة الزمر في الفرقان. ـ
(٢) تفسير البرهان ٤ : ٦٢ محمد بن يعقوب باسناده عن عبد الأعلى مولى آل سام قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : يؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي افتتنت في حسنها فتقول يا رب حسنت خلقي حتى لقيت ما لقيت فيجاء بمريم فيقال أنت احسن ام هذه قد حسناها فلم تفتتن ، ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتن في حسنه فيقول قد حسنت خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت فيجاء بيوسف فيقال أنت احسن ام هذا؟ قد حسناه فلم تفتن في حسنه ، ويجاء بصاحب البلاء الذي قد اصابته الفتنة في بلائه فيقول يا رب قد شددت علي البلاء حتى افتتنت فيؤتى بأيوب فيقال بليتك أشد او بليته هذا فقد ابتلي ولم يفتتن!