ثم وغير الفاتنين من المعبودين كالملائكة فهم كما يقولون :
(وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ) مقام في أعمال ، ومقام في درجات الأعمال ، دون تجاوز عنها ولا قيد شعرة.
(وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ) نصفّ جنودا لرب العالمين ، صفوفا متراصة لانتظار الأمر وتحقيقه : (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا وَما بَيْنَ ذلِكَ) (١٩ : ٦٤) أجل وهم «صافون لا يتزايلون ومسبحون لا يسأمون (١)»
(وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ) لله ، فكيف نرضى أن نعبد من دون الله (يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لا يَفْتُرُونَ) (٢١ : ٢٠) وهنا نتلمح من «الصافون ...» استحباب الصفيف حالة التسبيح العبادة ، وقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا قام إلى الصلاة قال : استووا ، تقدم يا فلان ، تأخر يا فلان ، أقيموا صفوفكم ، يريد الله بكم هدى الملائكة .. (٢).
(وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ ١٦٧. لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ ١٦٨. لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) ١٦٩
هذه حجة دامغة عليهم (وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ) خلاف ما ينوون ويعرفون (لَوْ أَنَّ ...)
__________________
(١ ، ٢). نهج البلاغة عن الامام علي امير المؤمنين (عليه السلام).
وفي الدر المنثور اخرج محمد بن نصر وابن عساكر عن العلاء بن سعيد ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يوما لجلسائه : اطّت السماء وحق لها ان تئطّ ، ليس منها موضع قدم الا عليه ملك راكع او ساجد ثم قرء الآية.