استفهامات تنديدية هي استفحامات بمن يتخذون لله بنات (وَلَهُمُ الْبَنُونَ)! تفضيلا لأنفسهم على الله ، كما فضّلوا عليه أصنامهم ، قسمة ضيزى ما لها من مثيل.
ففيما يفترون على الله اتخاذ البنات ، هم يفترون على الملائكة أنهم هؤلاء البنات : (أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِناثاً وَهُمْ شاهِدُونَ)؟ وقد خلقوا من بعدهم ، وحتى لو خلقوا قبلهم أو معهم فما هم في خلق الرحمن من الشاهدين : (ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ)!
(أَلا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ. وَلَدَ اللهُ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) فلا ولادة لا حقيقية ولا تشريفية ، لا انثويّة ولا سواها ، وفي كلمة واحدة (إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) وحتى لو اتخذ ولدا فكيف يصطفي لنفسه البنات على البنين؟ أإيثارا على نفسه وليست به خصاصة ، ثم الإيثار على خصاصة ـ على فرضها ـ مستحيل في ساحة الربوبية (ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)؟ (أَفَلا تَذَكَّرُونَ) هذه الغلطات الغليظات التي لا تدخل في أدمغة المجانين فضلا عن سائر العالمين!.
(أَمْ لَكُمْ سُلْطانٌ مُبِينٌ) يبين فريتكم الكذب كحق متين ، وليس ذلك إلّا كتابا من الله كما يوحي إلى المرسلين (فَأْتُوا بِكِتابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) وليس «كتاب الله» لأنه مستحيل على الله.
(وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَباً وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ)(١٥٨).
آية النسب هذه هي الوحيدة في نسب الجن من الله ولادة ، وقد تعنيه فيما تعنيه (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبادِهِ جُزْءاً) (٤٣ : ١٥) ولو كان هنالك نسب فهم حسب النسب مكرمون ، ولكنهم كما يعلمون «لمحضرون» للحساب