وانه سلام جزاء الإحسان ل ـ (إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) إيمان السلام والتسليم فله السلام كما سلّم ، ومن ثم لمن معه وتابعه «ثم» بعد ما نجيناه وأهله من الكرب العظيم (أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) وهم غير أهله ، :
(وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ)(٨٣).
فإبراهيم ممن شايع نوحا في دعوة التوحيد ، وفاقه فيها ، فقد يشايع الأعلى الأدنى كما الأدنى يشايع الأعلى ، أو هما يتساويان ، فلا تعني المشايعة لأحد تفاضلا في المشايع عليه ، إلا نفس التوافق في سلك واحد ، ومن الأدنى شيعة موسى (فَاسْتَغاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ) (٢٨ : ١٥) وشيعة علي (عليه السلام) ، وان شيعة الحق قد تكون متاخرة في الزمان لا في المكانة كإبراهيم بالنسبة لنوح ، وقد تتقدم في الزمان وتتأخر في المكانة كالنبيين أجمع بالنسبة لخاتم النبيين ، وبهذا الإعتبار يعد إبراهيم في عداد شيعة علي (عليه السلام) وهذا تاويل (١) وذلك تفسير.
__________________
(١) تفسير البرهان ٤ : ٢٠ ح ٢ شرف الدين النجفي قال روى عن مولانا الصادق (عليه السلام) انه قال قوله عز وجل (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) اي ابراهيم من شيعة علي (عليه السلام) قال ويؤيد هذا التأويل ما رواه الشيخ محمد بن الحسن عن محمد بن وهبان عن أبي جعفر محمد بن علي بن رحيم عن العباس بن محمد قال حدثني أبي عن الحسن بن أبي حمزة عن أبي بصير يحيى بن أبي القاسم قال سأل جابر بن يزيد الجعفي جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن تفسير هذه الآية (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) فقال ان الله سبحانه لما خلق ابراهيم (عليه السلام) كشف له عن بصره فنظر فرأى نورا الى جنب العرش فقال : إلهي ما هذا النور؟ فقيل هذا نور محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) صفوتي من خلقي ورأى نورا الى جنبه فقال الهي وما هذا النور؟ فقيل له : هذا نور علي بن أبي طالب ناصر ديني وراى الى جنبهما ثلاثة أنوار فقال الهي وما هذه الأنوار فقيل هذه نور فاطمة فطمت محبيها من النار ونور ولديها الحسن والحسين فقال الهي وأرى تسعة أنوار قد صفوا بهم قيل يا ابراهيم هؤلاء الائمة من ولد علي وفاطمة فقال ابراهيم الهي بحق هؤلاء الخمسة الا ما عرفتني من التسعة ـ