يخلّف نفس العلو فيها لأنه فساد فإفساد فيها ، ويلات وويلات في دويلات مستعلية وسلطات متخلفة عن الحق ، وليس فاسد العلوّ في الأرض يختص بالفرعوني وأضرابه ، بل والدّينون ايضا لا يحق لهم أيّ علو ، فذلك علو أمام الله ، وهذا علو أمام خلق الله وكلاهما مرفوضان في شرعة الله : «تلك الدار
__________________
ـ بعض ما أنت تعلمه من علم ـ قال : إن الله تبارك وتعالى أدار في القائم منا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل ، قدر مولده تقدير مولد موسى (عليه السلام) وقدر غيبته تقدير غيبة عيسى (عليه السلام) وقدر إبطاءة تقدير إبطاء نوح (عليه السلام) وجعل من ذلك عمر العبد الصالح اعنى الخضر (عليه السلام) دليلا على عمره ـ فقلت : اكشف لنا يا ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن وجوه هذه المعاني ـ قال : اما مولد موسى (عليه السلام) فإن الله لما وقف ... كذلك بنو امية وبنو العباس لما وقفوا على ان زوال ملكهم والأمراء والجبابرة منهم على يد القائم منا ناصبونا العداوة ووضعوا سيوفهم في قتل آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وابادة نسله طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم (عليه السلام) ويأبى الله ان يكشف امره لواحد من الظلمة إلا ان يتم نوره ولو كره المشركون ـ واما غيبة عيسى (عليه السلام) ...
وفي نور الثقلين ٤ : ١١٣ في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى محمد الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ان يوسف بن يعقوب عليهما السلام حين حضرته الوفاة جمع آل يعقوب وهم ثمانون رجلا فقال : ان هؤلاء سيظهرون عليكم ويسومونكم سوء العذاب وانما ينجيكم الله من أيديهم برجل من ولد لاوي بن يعقوب اسمه موسى بن عمران غلام طوال جعد آدم فجعل الرجل من بني إسرائيل يسمي ابنه عمران ويسمى عمران ابنه موسى ، فذكر ابان بن عثمان أبي الحصين عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال : ما خرج موسى حتى خرج قبله خمسون كذابا من بني إسرائيل كلهم يدعي انه موسى بن عمران فبلغ فرعون انهم يرجفون به ويطلبون هذا الغلام فقال له كهنته وسحرته ان هلاك دينك وقومك على يدي هذا الغلام يولد من بني إسرائيل فوضع القوابل على النساء وقال : لا يولد العام ولد إلا ذبح ووضع على ام موسى قابلة ..».