إن القرآن يثبت له إنجيلا : (وَآتَيْناهُ الْإِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ) (٥ :) ٤٦)! وجماعة من المسيحيين ينكرون هذه الحقيقة الناصعة ، ك : القس و. ت. جردنر الإنجليزي (١) و : او ميم ميلر (٢) رغم اعتراف جماعة آخرين منهم بإنجيل المسيح وكما في الإنجيل الحالي نفسه : «بعد ما أسلم يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ـ يبشر ـ بإنجيل ملكوت الله ويقول : قد كمل الزمان
__________________
(١). في كتابه : محاورة الوحي باعتبار التوراة والإنجيل والقرآن ، صدر من الجمعية الاسقفية ببولاق مصر ـ طبع بمطبعة النيل المسيحية بشارع المناخ نمرة ٣٧ ـ يقول فيه : «في القرون التي مضت بين المسيح ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يعترف المسيحيون بإنجيل غير الإنجيل الحالي اي : العهد الجديد ـ وليس هناك اقل بينة تدل على انه كان لدى المسيحيين كتاب آخر غير الكتاب الحالي او الإنجيل الحقيقي او ان الحقيقي فقد بعد زمن الهجرة .. ان الإنجيل الحالي هو إذا الإنجيل الحقيقي ، وان زعم وجود كتاب آخر انزل على عيسى هو وهم وخطأ ، فيكفي ان نقول فقط : ان كاتبي اسفار الإنجيل ألهموا ان يدونوها بطرق مختلفة ووسائل متنوعة ولذلك يعتبر جوهر ما دونوه موحى به».
(٢). هو العالم الشهير الانجيلي في كتابه : التمدن القديم في باب تعاليم المسيح ، يقول فيه : «ان ربنا عيسى المسيح لم تكن له شريعة كموسى ، انما قرر شريعة التوراة ، انه كلمة الله الطاهرة وكان عنده خزائن علم الله وحكمته فلم يكن من اللازم ان ينزل عليه كتاب ، والمؤمنون الأولون انما كانوا يستفيضون من كلماته النيرة ، فأين لزوم كتاب ينزل عليه؟ فان اعماله وكلماته كانت مكتوبة على صحائف قلوب الحواريين ، فلم يكونوا إذا بحاجة الى كتاب شريعة إذ كانت تكفيهم شريعة التوراة ، ولا كتاب سنة عملية أخلاقية لأن المسيح كان ذلك الكتاب بأعماله وأقواله ـ ولكن المسيحيين لما لم يروا المسيح في الجسم على الأكثر ، فهم بحاجة الى كتابات تذكرهم بمعجزات المسيح وحياته لكي يغنيهم البيان عن العيان ، لذلك رأى مؤلفوا الأناجيل الذين كانوا يعرفون حياة المسيح بعيان وبصيرة ـ رأوا من المفروض عليهم تأليف هذه الأناجيل ويشرحوا فيها أحواله وأقواله ومعجزاته وهذه الكتب هي المراجع الدينية الثانوية بعد المسيح وتلاميذه».