واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل» (مرقس ١ : ١٥) (١) «وكان يسوع يطوف كل الجليل يعلم في مجامعهم ويكرز بإنجيل الملكوت» (متى ٤ : ٢٣ و ٩ : ٣٥) ويعرف به بولس قائلا : «أولا أشكر الهي يسوع المسيح من جهة جميعكم أن ايمانكم ينادي به في كل العالم فإن الله الذي أعبده بروحي في إنجيل ابنه شاهد لي كيف بلا انقطاع اذكرهم» (روم : ١) وفي : برنابا : «ولقد قال لي صدق يا برنابا اني اعرف كل نبي وكل نبوة وكل ما أقوله إنما جاء من ذلك الكتاب» (٢) «وأنتم شهداء على هذا كيف أنكر على هؤلاء الأشرار الذين بعد انصرافي عن العالم سيبطلون حق إنجيلي بعمل الشيطان ، ولكنني سأعود قبل النهاية» (برنابا ٥٢ : ١٤ ـ ١٥) «... مع أنني الآن أبكي شفقة على الجنس البشري لأطيلن في ذلك اليوم عدلا بدون رحمة لهؤلاء الذين يحتقرون كلامي ولا سيما أولئك الذين ينجسون إنجيلي» (برنابا ٥٨ : ٢١ ـ ٢٢) وكما يشهد بولس بهذه الخيانة الفاضحة إذ يندد بهم : «إني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعا من الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر. ليس هو آخر. غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون ان يحولوا إنجيل المسيح» (اغلا : ٦ ـ ٧)!
__________________
(١). هذه الآية تلمح كأنهم ما كانوا ليصدقوا إنجيله إذ كان عبئا وحملا عليهم ، حتى يفسح لهم مجال اختلاق اناجيل اخرى.
(٢). حينئذ قال التلاميذ : حقا ان الله تكلم على لسانك لأنه لم يتكلم انسان قط كما تتكلم؟ أجاب يسوع : صدقوني : انه لما اختارني الله ليرسلني الى بيت إسرائيل أعطاني كتابا يشبه مرآة نقية نزلت الى قلبي حتى ان كل ما أقول يصدر عن هذا الكتاب ومتى انتهى صدور ذلك الكتاب من فمي اصعد عن العالم ، أجاب بطرس : يا معلم! هل ما تتكلم الآن به مكتوب في ذلك الكتاب؟ أجاب يسوع : ان كل ما أقوله لمعرفة الله ولخدمة الله ولمعرفة الإنسان ولخلاص الجنس البشري انما هو جميعه صادر من ذلك الكتاب الذي هو انجيلي (برنابا ١٦٨ : ١ ـ ٥.