(إِنِّي عَبْدُ اللهِ) حاله ومقاله وسمة أفعاله طول حياته ، مهما اختلق عليه مقالات اخرى (١) فهو لا يعرف لنفسه صلاحا بجنب ربه فكيف يجعل نفسه عدلا لربه؟ : «وإذا واحد تقدم وقال له : أيها المعلم الصالح .. فقال له : لماذا تدعوني صالحا؟ ليس أحد صالحا إلا واحد وهو الله» (متى ١٩ : ١٦ ـ ١٩) ـ (مرقس ١٠ : ١٨) (لوقا ١٨ : ١٩) ويندد ببطرس المتطرف ، المتطرق له لقب الرب : «حاشاك يا رب! فالتفت وقال لبطرس : اذهب عني يا شيطان! أنت معثرة لي لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس» (متى ١٦ : ٢٢ ـ ٢٣).
ويندد بمن اختاله معادلا لربه : آبي يعمل وأنا أعمل فمن أجل هذا قالوا : إنه كسر السبت وجعل نفسه معادلا لله» (يوحنا ف ١٧) (٢).
٢ (آتانِيَ الْكِتابَ ..)
فرية أخرى على المسيح (عليه السلام) ان ليس له كتاب شرعة ، وإنما الحواريون ومن اتباعهم هم الكاتبون سيرته وسموها الإنجيل ، لذلك لا نرى عندهم إنجيلا ينسب الى المسيح إلا ما تطرق له التاريخ وأصبح منسيا مع الزمن.
__________________
(١). كالقائلة انه ابن الله : (متى ٣ : ١٧) وأول مواليده (عب ١ : ٩) وابن الله المبارك (مرقس ١٤ : ٦١) والقائلة انه هو الله والكلمة : (يوحنا ١ : ١) الازلي (عب ٩ : ١٤) والرب وقد كرر في الأناجيل وانه عمانوئيل : الله معنا (متى ١ : ٢٣) ويعارضها التصريحات الثمانون في الرقم (١) ومثل : يهوه ـ الله : يرسل أنبياء وحكماء وكتبة (متى ٢٣ : ٣٤) و (لوقا ١١ : ٤٩) ويهوه هو رب الشريعة فبقدرته الشخصية يتم ناموس موسى ويعدله (متى ٥ : ٢١) ويهوه يعقد عهدا مع البشر (متى ٢٦ : ٢٨ ومرقس ١٤ : ٢٤ ولوقا ٢٢ : ٢٠.
(٢). راجع كتابنا : عقائدنا ص ٦٥ ـ ١٤٥ ـ تجد فيه تفصيلا واسعا عن خرافة الالوهية والنبوة للمسيح وتزييفها.