بالشيء ، فلا متاركة مع أحد ولا إخلال بأحد!
تتكشف الأرض وتتكشف خبايا من يحشر على الأرض فلا تخفى منها ولا منه خافية :
(وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونا كَما خَلَقْناكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً)(٤٨).
أترى انهم لم يكونوا بمعرض «ربك» حتى «عرضوا» بعد حشرهم ، (لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ) في الدنيا والآخرة ، ثم ومن هذا المطلع عليهم قبل «ربك» حتى يعرضهم على ربك؟
ان الكون كله بمعرض الله أيا كان وأيان ، ولكنما العرض على «ربك» عرض على ربوبية ، فهنا عرض اوّل طول الحياة الدنيا على ربوبية التكليف وهو أمانة الرب على العواتق (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (٣٣ : ٧٢) وهناك عرض على ربوبيته الجزاء (وَعُرِضُوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا) ولا يعرضهم إلّا ربك او من يعرضهم من عمّاله باذنه الموقف التساءل والحساب فالجزاء ، دون ان تخفى منهم خافية : (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ) (٦٩ : ١٨) فليس العرض كما الأشهاد لأنه خاف عليه خافية (أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهادُ
__________________
ـ عباس قال : لما نزلت هذه الآية على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) غشي عليه وحمل الى حجرة ام سلمة فانتظره أصحابه وقت الصلاة فلم يخرج فاجتمع المسلمون فقالوا : ما لنبي الله قالت ام سلمة : أن نبي الله عنكم مشغول ، ثم خرج بعد ذلك فرقى المنبر فقال : ايها الناس انكم تحشرون يوم القيامة كما خلقتم حفاة عراة ، ثم قرأ على أصحابه (وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً) ثم قرأ (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا إِنَّا كُنَّا فاعِلِينَ) :