وكيف انتبذت مكانا قصيا واين ذلك المكان؟ لا ندري! وقد يكون انتباذها بنبذة الهية خارقة ولا سيما ان المنتبذ إليه مكان قصي ، أو أنها لشدة هزتها بهذه الوشيكة المواجهة بها أهلها بالفضيحة ، لذلك انتبذت مكانا قصيا بعيدا عنهم خلوا عمن يعرفها! وهذه الانتباذة تناسب بيت اللحم المعروف أنه مولد المسيح (عليه السلام) وتلك الخارقة تناسب الفرات كما وردت بها روايات (١)! ومما يلمح بأقصر الحمل (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (٣ : ٥٩) ومطلق المماثلة يقتضي الولادة فور الحمل او بفصل قريب ، و (ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) تؤيده الا تدرج في هذا الحل كما لم يكن في خلق آدم!
__________________
ـ في الكافي عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) في حديثه مع نصراني ... واما اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال ... واما اليوم الذي ولدت فيه مريم فهو يوم الثلثاء لأربع ساعات ونصف من النهار ...
(١) نور الثقلين ٣ : ٣٢٦ ح ٢٩ عن اصول الكافي عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) في حديثه لنصراني ... والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسى هل تعرفه؟ قال : لا قال : هو الفرات وعليه شجر النخل والكرم وليس يساوي بالفرات شيء للكروم والنخل ...
وفي تهذيب الأحكام عن علي بن الحسين في الآية قال : خرجت من دمشق حتى أتت كربلا فوضعت في موضع قبر الحسين (عليه السلام) ثم رجعت من ليلتها وح م د في روضة الكافي عن سليمان بن داود المنقري عن حفص قال : رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يتخلل بساتين الكوفة فانتهى الى نخلة فتوضأ عندها ثم ركع وسجد فأحصيت في سجدة خمسمائة تسبيحة ثم استند الى النخلة فدعا بدعوات ثم قال : يا حفص انها والله النخلة التي قال الله جل ذكره لمريم (عليها السلام) (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُساقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيًّا).