فلقد كان حملا بإلقاء الكلمة في الفرج وهي النطفة الرجولية التي تشكل جسم المسيح ، إلقاء بدفع في قعر الرحم لتتزاوج نطفة الأنثى لتكوّن الجنين ، وبنفخ الروح تباعا في الجسم الكلمة ومن ثم الولادة!
وترى إن مكوث الحمل كأصله كان خارقا للعادة؟ كأنه هو حيث «فحملته» تطوى زمن حلول الروح في الجسم طيا كأنهما مقارفتان ام مقارنتان بان البويضة في هذه الخارقة ما سارت بعد النفخة سيرها كسيرتها العادية ، بل اختصرت مراحلها اختصارا ، وأعقبهما تكوّن الجنين ونموّه واكتماله في فترة وجيزة! (١).
ثم (فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكاناً قَصِيًّا) دلالة ثانية على هذا الطي ، حيث الفاء لتفريع القريب ، فالانتباذ كان تلو الحمل ، ولا داعي الى الانتباذ فور الحمل إلّا طيا لدور الحمل ، فقد اقتلعت عن مكان الحمل الى مكان قصي لوضع الحمل.
ترى أكان الحمل كاملا من ساعته أم تسع ساعات ام أية سويعات ، او ستة أشهر (٢)؟ لا ندري إلا ما تلمح لنا آية الحمل الانتباذ المخاض ، قدر ما يحتاجه انتباذها الى مكان قصي!
__________________
(١) مجمع البيان وروي عن الباقر (عليه السلام) .. فكمل الولد في الرحم من ساعته .. فخرجت من المستحم وهي حامل فحج مثقل فنظرت إليها خالتها فأنكرتها ومضت مريم على وجهها مستحيية من خالتها ومن زكريا ...
(٢) هنا روايات ثلاث في مدة حملها من ساعة كما رواه في المجمع عن الباقر (عليه السلام) انه تناول جيب مدرعتها فنفخ فيه نفخة فكمل الولد في الرحم من ساعته كما يكمل في أرحام النساء تسعة أشهر ، ومن تسع ساعات يرويها عن أبي عبد الله (عليه السلام) ومن ستة أشهر رواها في العلل والكافي عن أبي عبد الله ولفظها «ولم يولد ـ ولم يعش ـ لستة أشهر الا عيسى بن مريم والحسين بن علي (عليهما السلام) ورواية رابعة ـ