إذا فليس هو المقدوني ، وقد يجوز أنه الإسكندر الاوّل ، وبينهما أزيد من الفي سنة (٢٣٠٠) ق م فقد كان عبدا مؤمنا صالحا وملكا عادلا (١) وكان وزيره الخضر؟
ولان التأريخ لا يسجل لنا ملكا قبل المسيح بأكثر من ألفين وثلاثمائة ملك الأرض من أقصاها إلى أقصاها وبنى السد و .. فقد لا ينطبق ذو القرنين على واحد منهما!
وان كان المحتمل هو الاول قويا ، مهما لا يوجد «ذو» في الاغريقيين اليونان حيث الوصفية في التسمية تحل هذه المشكلة!.
وعلّه هو «كورش» أحد ملوك الفرس الهخامنشيين (٥٣٩ ـ ٥٦٠ ق م) فقد جمع بين مملكتي الفارس وما دو سخر بابل وأذن في رجوع اليهود من بابل إلى أورشليم وساعد في بناء الهيكل وسخر مصر ثم اجتاز إلى يونان فغلبهم وبلغ المغرب ثم سار إلى اقاصي المعمورة شرقا (٢) وتشهد كتب
__________________
(١) الدر المنثور ٤ : ٢٤١ ـ اخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر وابن أبي حاتم وابو الشيخ والبيهقي في الدلائل عن عقبة بن عامر الجهني قال كنت اخدم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) ـ وساق حديث سؤال جماعة من اهل الكتاب عنه في ذي القرنين الى ان قال : ان أول امره انه كان غلاما من الروم اعطي ملكا فسار حتى أتى ساحل ارض مصر فابتنى مدينة يقال لها اسكندرية فلما فرغ من شأنها بعث الله عز وجل اليه ملكا فعرج به فاستعصى بين السماء ثم قال له : انظر ما تحتك فقال ارى مدينتي وارى مدائن معها ثم عرج به فقال انظر فقال قد اختلطت مع المدائن فلا اعرفها ثم زاد فقال انظر قال ارى مدينتي وحدها ولا ارى غيرها قال له الملك انها تلك الأرض كلها والذي ترى يحيط بها هو البحر وانما أراد ربك ان يريك الأرض وقد جعل لك سلطان فيها فسر فيها فعلم الجاهل وتثبت العالم فسار حتى بلغ مغرب الشمس ...
(٢) سار نحو المغرب لدفع طاغية «ليديا» الطاغي عليه ظلما دون عذر فحاربه وعاصره في عاصمته ففتحها واسره ثم عفى عنه واحسن اليه «حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ ..» ـ