ولأن هذا الاسم وصفي وليس الاسم الخاص فقد يجوز كونه ترجمة عربية عن حالته الخاصة التي تميزه عن غيره بميزة وحيدة ، إضافة الى سائر أفعاله المذكورة في هذه الآيات ، فقد يجوز عدم كونه عربيا كاسكندر الثاني المقدوني المعروف لدى الخاص والعام بذي القرنين ، المنسوب إليه السد لحد صار مثلا يقال : كسدّ الإسكندر؟ وكما ورد في بعض الروايات (١) وقد سيطر على الشرق والغرب بما لا مزيد عليه (٢).
ولأن هذه السيطرة لا تخصه ، وأنه كان وثنيا من الصابئين وقد ذبح ذبيحته للمشتري ، والقرآن يصف ذا القرنين بالعدل وصلاح العبودية لله ،
__________________
ـ عمران ـ ذو بيان ـ ذو ـ الرمحين ـ ذو يرحم ـ ذو بهر ـ ذو يزن ـ ذو نوش ذو نوح ـ ذو الانواح ـ ذو تيقان ـ ذو أصبح ـ ذو الشعبين ـ ذو حوال ـ ذو مناح ـ ذو غمدان ـ ذو فائش ـ ذو رعين و ...
(١) كرواية عقبة بن عامر عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) ورواية قرب الاسناد عن موسى بن جعفر (عليه السلام) وذهب اليه جماعة من قدماء المفسرين من الصحابة والتابعين كمعاذ بن جبل وقتادة ومن المتأخرين الامام الرازي في تفسيره.
(٢) يؤكد عليه الرازي في تفسيره قائلا : ان إسكندر المقدوني جمع ملوك الروم والمغرب وقهرهم وانتهى الى البحر الأخضر ثم الى مصر وبنى الاسكندرية ثم دخل الشام وقصد بني إسرائيل وورد بيت المقدس وذبح في مذبحه ثم انعطف الى ارمينيا وباب الأبواب ودان له العراقيون والقبط والبربر واستولى على ايران وقصد الهند والصين وغزا الأمم البعيدة ورجع الى خراسان وبنى المدن الكثيرة ثم رجع الى العراق ومات في شهرزر او رومية المدائن وحمل الى اسكندرية ودفن بها وعاش ثلاثا وثلاثين سنة ومدة ملكه اثنتا عشرة سنة ، فلما ثبت بالقرآن ان ذا القرنين ملك اكثر المعمورة وثبت بالتواريخ أنه الإسكندر فليكن ذو القرنين هو الإسكندر.