والكفر دون زكاة منه ولأرحم اكثر مما في غير حالته.
ولقد سلبت «خشينا» بقتله وتحققت «أردنا» حيث أبدلهما ربهما خيرا منه زكاة : طهارة وايمانا في نفسه ، واقرب رحما : رحمة لأبويه (١).
مثلث من موجبات القتل يسبب قتل هذا الغلام الكافر وزاوية منه كافية ومثلث آخر هي من موجبات الرحمة يفرض إقامة الجدار دون اجر :
(وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً)(٨٢).
.. جدار هو ليتيمين في المدينة يريد أن ينقض ، تجب إقامته مجانا على ولي اليتيم والخضر من أفضل الأولياء (وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما) يجب الحفاظ عليه باقامة الجدار مجانا ، (وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً) ويكرم الرجل في ولده ، فتجب اقامة الجدار إكراما لوالديه المؤمنين مجانا ، زوايا ثلاث من فرض إقامة الجدار لا أجر فيها ماديا وكما قال الله (وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ) (٤ : ٦) ولم يكن موسى والخضر فقيرين رغم حاجتهما الحاضرة المفقرة ، ولو كانا فقيرين فكيف يأكلان هنا بالمعروف ولا مال لليتيمين إلّا الكنز (٢) الواجب حفظه حتى (يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا
__________________
(١) في تفسير القمي عن عثمان عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية إنه ولدت له جارية فولدت غلاما فكان نبيا وفي اكثر الروآيات انها ولد منه سبعون نبيا.
(٢) في بعض الروآيات ان الكنز كان لوحا من ذهب مكتوبا فيه مواعظ ، وفي الأب الصالح انه أبوهما الأقرب او السابع او العاشر او بينهما سبعون أبا او سبعمائة سنة.
وفي الدر المنثور ٤ : ٢٣٥ ـ اخرج ابن مردويه عن علي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قوله : وكان تحته كنز لهما ـ قال : لوح من ذهب مكتوب فيه : شهدت ان لا اله الا الله شهدت ان محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) رسول الله عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن عجبت لمن يؤمن بالموت كيف يفرح عجبت لمن تفكر في تقلب الليل ـ