(كانَ فاحِشَةً) والفاحشة هي المعصية والمظلمة والفعلة المتجاوزة الى غير فاعلها (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ) (٣ : ١٣٥) والمتجاوزة قبحا عن حد المعاصي وحتى كبيرتها : (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) (٥٣ : ٣٢) ففي مثنى المعاصي ومثلثها ، الفواحش هي «اكبر الكبائر» (١) وأفحشها.
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ١٦١ ح ١٨٨ في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) في قوله : ولا تقربوا الزنا إن كان فاحشة يقول معصية وتفتأ فإن الله يمقته ويبغضه قال وساء سبيلا وهو أشد الناس عذابا والزنا من أكبر الكبائر.
وفي الدر المنثور ٤ : ١٧٩ ـ اخرج ابو يعلي وأبي مردويه عن أبي بن كعب انه قرأ : ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا إلا من تاب فن الله كان غفورا رحيما فذكر لعمر فسأله فقال أخذتها من رسول الله (ص) وليس لك عمل الا الصفق بالبقيع ، أقول : «إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً» مذكورة في آية النساء : ولا تنكحوا ما نكح آباءكم من النساء الا ما قد سلف ... وليست في الزنا!
وفيه اخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله : ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة قال قتادة عن الحسن ان رسول الله (ص) كان يقول : لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن ولا ينتهب حين ينتهب وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يغل! حين يغل وهو مؤمن قيل يا رسول الله (ص) والله ان كنا لنرى أنه يأتي في ذلك وهو مؤمن؟ فقال (ص) إذا فعل شيئا من ذلك فقد نزع الإيمان من قلبه فإن تاب تاب الله عليه.
وفي عيون الأخبار في باب ذكر ما كتب به الرضا (ع) الى محمد بن سنان في جراب مسائله في العلل : وحرم الزنا لما فيه من الفساد من قتل الأنفس وذهاب الأنساب وترك التربية للأطفال وفساد المواريث وما أشبه ذلك من وجوه الفساد.
في كتاب الخصال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب (ع) عن النبي (ص) انه قال في وصية له : يا علي في الزنا ست خصال ثلاث منها في الدنيا ـ