لِيُجادِلُوكُمْ) (٦ : ١٢١) (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا) (١٩ : ٨٣) (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ. تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ. يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ) (٢٦ : ٢٢١) رغم أن الأخوة في الأولى للكافرين ، ثم لا أخوة وأنما ولاية وتنزل ورسالة ، والأخوة تعني المعاونة المساعدة في اصول الشيطنة ، والتبذير اخوة للشياطين!.
هنا لك إسراف محرم أن تصرف فوق ما تحتاجه ، ولكنما التبذير هو أن تصرف فيما لا تحتاجه أنت ولا غيرك حيث لا ينفع ام ويضر فانه أنحس تبذير.
كلام حول التبذير :
فالإيتاء أيا كان قد يكون تجارة ومبادلة ، أو إنفاقا في سبيل الله دون ابتغاء جزاء ولا شكور إلا وجه الله ، فهو إذا بذر يغني بنفسه ويزداد ، أو إسراف حيث تصرف المال في الخلال فوق الحاجة ، أو تبذير حيث يكون إفناء للبذر دون مقابل في الأولى ولا الأخرى ، فهو تضييع في بعد واحد إذا لم يضر إلا فناء البذر ، او بعدين إذا أضر زيادة على الإفناء ، كأن تشغل أرضا سبخة مالحة صالحة لغير الزرع تشغلها ببذر حيث تفني البذر فلا تشغلها لصالح غير الزرع.
ثم التبذير لا يخص المال فانه أدناه ، حيث يعم كافة النعم مادية ومعنوية ، من رميك النوى (١) حيث تفيد ، ومن تولية إمرة المسلمين لغير
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ١٥٧ في تفسير العياشي عن بشر بن مروان قال : دخلنا على أبي عبد الله (ع) فدعى برطب فاقبل بعضهم يرمي النوى ، قال : فأمسك ابو عبد الله (ع) يده فقال : لا تفعل إن هذا من التبذير وان الله لا يحب الفساد.