فالفاحشة هي عصيان متجاوز حده ، وظلم متجاوز فاعله الى مفعول به او الى الجماعة والى الناشئة ، وهي تعم القولة الفاحشة والفعلة والعقيدة الفاحشة ، وقد ذكرت في سبعة عشر موضعا من القرآن ، في مثلث من أبعادها ، مما تختص بالزنا ، ام تشملها وغيرها من لواط وسواه ، ومالا تشملها كالتي في نساء النبي وقوم لوط.
وعل «كان» الماضية إشارة إلى أن فاحشة الزنا لا تخص هذه الشرعة ، بل هي فاحشة في عمق التاريخ وحتى بين غير المليين كما تشهد بذلك شرعتهم (١).
(... إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً) حيث الزنا تقطع وتتهدم سبيل الإنسانية جماعة وفرادى ، من سبيل الفطرة الإنسانية المجبولة في جوهر الذات على الإختصاص في الأهل كالمال بل هو أحرى وأسمى ، حيث يرى الذب عن الأهل وصيانتها من اي انتهاك فريضة كما يصون نفسه بل هو أقوى ، وهذه الغريزة ليست حسدا وشحا بل هي غيرة نجدها حتى في
__________________
ـ وثلاث في الآخرة فاما التي في الدنيا فيذهب بالبهاء ويعجل الفناء ويقطع الرزق واما التي في الآخرة فسوء الحساب وسخط الرحمن والخلود في النار.
فيه عن علي (ع) قال : أربعة لا يدخل منهن واحدة بيت إلا خرب ولم يعمر : الخيانة والسرقة وشرب الخمر والزنا.
(١) في شرعة التورات كان عذاب الزاني القتل وعذاب الزانية الرجم وفي القوانين القديمة بين الهنود ، الزاني يحرق والزانية تلقى بين الكلاب لتفترسها وفي قانون (ليكركوس) عقوبة الزاني كالذي قتل أباه وفي قانون الروم يعدم الزانيان وكانت الزانية في انكلترا يساق بها في البلدان فتضرب حتى تموت وفي آشور كان جزاء الزنا الغرق وفي بعض القوانين الصلب وفي القانون القديم المصري القتل وكان المفتن الشهير الاسبارتي (ليكورك) يستقبح عملية الزنا لحد يرى أنه لا يطرح اسمها في القانون.