فكما الإشراك في ناموس الألوهية ظلم عظيم ، كذلك الإشراك في ناموس الإنسانية ظلم عظيم حيث تمجّه الفطرة وغريزة كل حيوان إلا الخنزير!.
وكما أن سرقة المال ظلم فسرقة الناموس كذلك بل هي اظلم وأنكى!.
وكما القتل ظلم كذلك الزنا قتل من جهات شتى ، ولذلك تراه ردفا عطفا متصلا في الممتحنة ، وهنا تتوسط آية التنديد به آيتي النهي عن قتل الأولاد خشية إملاق ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، وليس هذا التوسط وذلك الردف الا لصلة قريبة بينه وبين القتل ، بل وفي الزنا قتلات وقتلات من نواحي شتى.
فانه قتل في البداية لشرف النفس الإنسانية وفطرتها في هكذا تبذل لممارسة الجنس كسفاد الحيوان وأضل سبيلا ، وقتل ثان حيث يراق ماء الحياة في غير موضعها ، وثالث لبذر النسل حيث يهدر إذا لم ينسل ، ورابع قتل الجنين قبل تخلّقه او بعده ، قبل الولادة او بعدها ، ولكي لا يحمل عامل الزنا عيبه وعبأه ، وخامس حين يترك الجنين لحياة شريرة شرسة ، مهينة بئيسة تعيسة ، ضايعة في المجتمع متحللة ، وسادس قتلا للجماعة التي يفشوا فيها فتضيع الأنساب والمواريث والمودّات وصلات القرابات ، وسابع أن سهولة قضاء الشهوة وتنوعها بالدعارة قطع لتداوم الانسال والاسرة التي هي محض لصالح الحياة الإنسانية ، مما تجعل الحياة الزوجية نافلة لا ضرورة إليها ، على عبئها وحملها ونفقتها وسائر أثقالها ... أبواب جهنمية سبع يفتحها الزنا على عامليه والمجتمع الذي يحويه او يحميه (إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً)!.
وقد صدق الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) حيث يقول : «ما