والإملاق هنا هو خشيته ان يملقكم (١) أولادكم بكثرة الإنفاق فتفلسوا ، والحل (نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ) فلا يحتاجون إلى إنفاقكم فإملاقكم ، ثم «وإياكم» يزيدكم مالا على مال ولكي لا يكن الولد وبالا.
إذا (إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً) خطأ في أصله حيث القتل دون ذنب خطأ ، ثم خطأ على خطأ هو الإملاق او خشيته إساءة الظن بالله ، فان الله هو الرزاق لا أنتم.
فكما انكم من مجاري وأسباب ولادة الأولاد فلستم لهم بخالقين ، كذلك أنتم من اسباب ومجاري رزقهم فلستم لهم برازقين.
وترى إن قتل الأولاد من إملاق او خشيته هو هو وأد البنات كما قد يخيّل الى بعض؟ كأنه لا ، فهنا الأولاد وهناك الأنثى ، وهنا السبب إملاق او خشية إملاق وهناك الهون : (أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ) (١٦ : ٥٩) وإذا اجتمع السببان في الأنثى فلا يجتمعان في الذكر.
(وَلا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلاً)(٣٢).
هنا الزنا لا يقرب لأنه كان فاحشة وساء سبيلا ، وفي الفرقان يردف بالشرك وقتل النفس ويوعد للثلاثة مضاعف العذاب وخلود النار : (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً. يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً) (٢٥ : ٦٩) وفي الممتحنة يردف بالشرك والسرقة (إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ ...) (٦٠ : ١٢) مما يجعل الزنا كالشرك بالله والقتل والسرقة. كما انه فاحشة وساء سبيلا.
__________________
(١) فإملاق الانعام لازم وهنا متعدّ.