الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.
في الاحتجاج عن أمير المؤمنين عليه السلام في حديث مضى بعضه في المقدّمة : فيذكر الله جلّ ذكره لنبيّه ما يحدّثه عدوّه في كتابه من بعده بقوله وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ الآية يعني أنّه ما من نبيّ تمنّى مفارقة ما يعانيه من نفاق قومه وعقوقهم والانتقال عنها إلى دار الإقامة الّا القى الشّيطان المعرض بعداوته عند فقده في الكتاب الّذي انزل عليه ذمّه والقدح فيه والطّعن عليه فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين فلا يقبله ولا يصغي إليه غير قلوب المنافقين والجاهلين ويُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ بأن يحمي أولياءه من الضّلال والعدوان ومتابعة أهل الكفر والطغيان الذين لم يرض الله ان يجعلهم كالانعام حتّى قال بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً
والقمّيّ : وامّا قوله عزّ وجلّ وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ الآية فانّ العامّة رووا انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان في الصلاة فقرأ سورة النّجم في المسجد الحرام وقريش يستمعون لقراءته فلمّا انتهى الى هذه الآية أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى اجرى إبليس على لسانه «فانّها الغرانيق العُلى وانّ شفاعتهنّ لترتجى» ففرحت قريش وسجدوا وكان في القوم الوليد بن المغيرة المخزوميّ وهو شيخ كبير فأخذ كفّاً من حصىً فسجد عليه وهو قاعد فقالت قريش قد أقرّ محمّد بشفاعة اللّات والعزّى قال فنزل جبرئيل فقال له قرأت ما لم انزل عليك وانزل عليه وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ الآية وامّا الخاصّة.
فانّه روي عن أبي عبد الله عليه السلام : انّ رسول الله صلّى الله عليه وآله اصابه خصاصة فجاء الى رجل من الأنصار فقال له هل عندك من طعام قال نعم يا رسول الله وذبح له عناقاً وشواه فلمّا أدناه منه تمنّى رسول الله صلّى الله عليه وآله أن يكون معه عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فجاء أبو بكر وعمر ثمّ جاء عليّ بعدهما فأنزل الله عزّ وجلّ في ذلك وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ وَلا مُحَدّثٍ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ يعني أبا بكر وعمر فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ يعني لمّا جاء عليّ عليه السلام بعدهما ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ لِلنّاسِ يعني ينصر الله أمير المؤمنين عليه السلام.