لا يفزع الى أربع إلى قوله عليه السلام : عجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قوله تعالى لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فانّي سمعت الله يقول بعقبها فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ وروي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : ما من مكروب يدعو بهذا الدّعاء الّا استجيب له.
(٨٩) وَزَكَرِيَّا إِذْ نادى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وحيداً بلا ولد يرثني وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ فان لم تَرزقني من يرثني فلا أبالي به.
(٩٠) فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَوَهَبْنا لَهُ يَحْيى وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ
القمّيّ في روايته قال كانت لا تحيض فحاضت إِنَّهُمْ كانُوا يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ يبادرون الى أبواب الخير وَيَدْعُونَنا رَغَباً وَرَهَباً
القمّيّ قال راغبين راهبين.
اقُولُ : لعلّ المراد الرغبة في الطاعة لا في الثواب والرّهبة من المعصية لا من العقاب لارتفاع مقام الأنبياء عن ذلك.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : إلهي ما عبدتك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنّتك ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك.
وفي الخصال عن الصادق عليه السلام : انّ الناس يعبدون الله على ثلاثة أوجه فطبقة يعبدون الله رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء وهي الطمع وآخرون يعبدونه فزعاً من النّار فتلك عبادة العبيد وهي الرّهبة ولكنّي أعبده حبّاً له فتلك عبادة الكرام وفي بعض الألفاظ الاجراء مكان الحرصاء ولك ان تقول ان أولياء الله قد يعملون بعض الاعمال للجنّة وصرف النار لأنّ حبيبهم يحبّ ذلك هذا أمير المؤمنين سيّد الأولياء قد كتب كتاباً لبعض ما وقفه من أمواله فصدّر كتابه بعد التسمية ب : هذا هذا ما أوصى به وقضى به في ماله عبد الله على ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنّة ويصرفني به عن النّار ويصرف النّار عني يوم تبيضّ وجوه وتسودّ وجوه أو تقول انّ جنّة الأولياء لقاء الله وقربه ونارهم فراقه وبعدُه.