(٦٧) أُفٍّ لَكُمْ وَلِما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ تضجّر منه على إصرارهم بالباطل البيّن وافّ صوت المتضجّر ومعناه قيحاً ونتناً أَفَلا تَعْقِلُونَ قبح صنيعكم.
(٦٨) قالُوا اخذاً في المضارّة لمّا عجزوا عن المحاجّة حَرِّقُوهُ فانّ النّار أهول ما يعاقب به وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ بالانتقام لها إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ ان كنتم ناصرين لها نصراً مؤزراً.
(٦٩) قُلْنا يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً ذات برد وسلام اي ابردي برداً غير ضارّ عَلى إِبْراهِيمَ.
(٧٠) وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً مكراً في اضراره فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ أخسر من كلّ خاسر عاد سعيهم برهاناً قاطعاً على انّهم على الباطل وإبراهيم (ع) على الحق وموجباً لمزيد درجته واستحقاقهم أشدّ العذاب.
في الاحتجاج عَن الصادق عليه السلام قال قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : انّ إبراهيم (ع) لمّا القي في النّار قال اللهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد لما انجيتني منها فجعلها الله عليه برداً وسلاماً.
(٧١) وَنَجَّيْناهُ وَلُوطاً إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بارَكْنا فِيها لِلْعالَمِينَ إلى الشّام قيل بركته العامّة انّ أكثر الأنبياء بعثوا فيه فانتشرت في العالمين شرايعهم الّتي هي مبادي الكمالات والخيرات الدينيّة والدنيويّة ولكثرة النعم فيها والخصب الغالب.
القمّيّ قال : فلمّا نهاهم إبراهيم (ع) واحتج عليهم في عبادتهم الأصنام فلم ينتهوا فحضر عيد لهم فخرج نمرود وجميع أهل مملكته الى عيد لهم وكره ان يخرج إبراهيم (ع) معه فوكّله ببيت الأصنام فلمّا ذهبوا عمد إبراهيم عليه السلام الى طعام فأدخله ببيت أصنامهم فكان يدنو من صنم صنم فيقول له كل وتكلّم فإذا لم يجبه أخذ القدوم فكسر يده ورجله حتّى فعل ذلك بجميع الأصنام ثمّ علّق القدّوم في عنق الكبير منهم الّذي كان في الصَّدر فلما رجع الملك ومن معه من العيد نظروا الى الأصنام مكسّرة فقالوا مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ قالُوا سَمِعْنا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقالُ لَهُ إِبْراهِيمُ وهو ابن آزر فجاءوا به الى نمرود فقال نمرود لآزر خنتني وكتمت هذا