انما عني بهذا أهل الشرك فكيف ذلك وهو يقول وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ الآية اعلموا عباد الله انّ أهل الشرك لا ينصب لهم الموازين ولا ينشر لهم الدواوين وانّما يحشرون الى جهنّم زمراً وانّما نصب الموازين ونشر الدواوين لأهل الإِسلام فاتّقوا الله عباد الله.
(٤٨) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ وَضِياءً وَذِكْراً لِلْمُتَّقِينَ أي الكتاب الجامع لكونه فارقاً بين الحق والباطل وضياء يستضاء به في ظلمات الحيرة والجهالة وذكراً يتّعظ به المتّقون.
(٤٩) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ خائفون.
(٥٠) وَهذا ذِكْرٌ مُبارَكٌ وهذا القرآن ذكر كثير خيره أَنْزَلْناهُ على محمّد صلّى الله عليه وآله أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ استفهام توبيخ.
(٥١) وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْراهِيمَ رُشْدَهُ الاهتداء لوجوه الصلاح واضافه إليه ليدل على أنّه رشد مثله وانّ له لشأناً مِنْ قَبْلُ من قبل موسى وهرون (ع) او محمّد صلّى الله عليه وآله وَكُنَّا بِهِ عالِمِينَ علمنا انّه أهل لما أتيناه.
(٥٢) إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ تحقير لشأنها وتوبيخ على إجلالها فانّ التمثال صورة لا روح فيها.
(٥٣) قالُوا وَجَدْنا آباءَنا لَها عابِدِينَ فقلّدناهم.
(٥٤) قالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآباؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ لعدم استناد الفريقين إلى برهان
(٥٥) قالُوا أَجِئْتَنا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ كأنّهم لاستبعادهم تضليل آبائهم ظنّوا انّ ما قاله على وجه الملاعبة فقالوا ابجدّ تقوله أم تلعب به.
(٥٦) قالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَ اضراب عن كونه لاعباً بإقامة البرهان على ما ادّعاه وَأَنَا عَلى ذلِكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ من المحقّقين له والمبرهنين عليه فانّ الشاهِد من تحقّق الشيء وحفظه.