(٨٩) أَفَلا يَرَوْنَ او لا يعلمون أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً انّه لا يرجع إليه كلاماً ولا يردّ عليهم جواباً وَلا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً
(٩٠) وَلَقَدْ قالَ لَهُمْ هارُونُ مِنْ قَبْلُ من قبل رجوع موسى يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ بالعجل وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ لا غير فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي في الثّبات على الدّين.
(٩١) قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ على العجل وعبادته عاكِفِينَ مقيمين حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى
القمّيّ : فهمّوا بهارون فهرب منهم وبقوا في ذلك حتّى تمّ ميقات موسى أربعين ليلة فلمّا كان يوم عشرة من ذي الحجّة أنزل الله عليه الألواح فيها التّوراة وما يحتاج اليه من احكام السير والقصص فأوحى الله الى موسى (ع) فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُ وعبدوا العجل ولَهُ خُوارٌ فقال يا ربّ العجل من السّامريّ فالخوار ممّن فقال منّي يا موسى إنّي لمّا رأيتهم قد ولّوا عنّي الى العجل أحببت ان أزيدهم فتنة فرجع موسى الى قومه كما حكى الله.
(٩٢) قالَ يا هارُونُ أي قال له موسى لمّا رجع ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا بعبادة العجل.
(٩٣) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أي في الغضب لله ومقاتلة من كفر به وتأتي عقبي وتلحقني ولا مزيدة كما في قوله ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي بالصلابة في الدين والمحاماة عليه.
القمّيّ : ثمّ رمى بالالواح وأخذ بلحية أخيه ورأسه يجرّ إليه فقال ما مَنَعَكَ.
(٩٤) قالَ يَا بْنَ أُمَ خصّ الامّ استعطافاً وترقيقاً لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ لو قاتلت بعضهم ببعض وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي حين قلت اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ فانّ الإصلاح كان في حفظ الدّماء والمداراة بينهم إلى أن ترجع إليهم فتدارك الامر برأيك.
في العلل عن الصّادق (ع): انّه سئل لم أخذ برأسه يجرّه إليه وبلحيته ولم يكن له في اتخاذهم العجل وعبادتهم له ذنب فقال إنّما فعل ذلك لأنّه لم يفارقهم لمّا فعلوا