(٥٨) قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ يعني قوم لُوط إنهم كانوا قوماً فاسقين لننذرهم عذابَ رَبّ العالمين كذا في العِلل والعيّاشيّ عن الباقر عليه السلام.
وفي العِلل عنه عليه السلام قال : ولم يزل لوط وإبراهيم عليهما السلام يتوقّعان نزول العذاب على قوم لوط وكانت لإِبراهيم عليه السلام ولوط منزلة من الله عزّ وجلّ شريفة وانّ الله عزّ وجلّ كان إذا أراد عذاب قوم لوط أدركته مودّة إبراهيم عليه السلام وخلّته ومحبّة لوط فيراقبهم فيؤخّر عذابهم قال فلما اشتدّ أسف الله على قوم لوط وقدّر عذابهم وقضى أن يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم فيسلّي به مصابه بهلاك قوم لوط فبعث الله رسلاً إلى إبراهيم عليه السلام يبشّرونه باسمعيل فدخلوا عليه ليلاً ففزع منهم وخاف أن يكونوا سرّاقاً فلما رأته الرسل فزعاً مذعوراً قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قالُوا لا تَوْجَلْ إِنَّا رسل ربّكَ نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ قال : والغلام العليم هو اسمعيل من هاجر فقال إبراهيم عليه السلام للرسل أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ الآيات.
والعيّاشيّ عنه عليه السلام قال : إنّ الله تعالى لما قضى عذاب قوم لوط وقدره أحبّ أن يعوّض إبراهيم عليه السلام من عذاب قوم لوط بغلام عليم يسلي به مصابه بهلاك قوم لوط الحديث كما ذكر.
(٥٩) إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ وقرئ بالتخفيف أَجْمَعِينَ.
(٦٠) إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا وقرئ بالتخفيف إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ الباقين مع الكفرة لتهلكَ معهم.
العيّاشيّ عن الصادق عليه السلام : يا ويح القدريّة إنّما يقرؤن هذه الآية إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ ويحهم من قدّرها إلّا الله تبارك وتعالى.
(٦١) فَلَمَّا جاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ.
(٦٢) قالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ تنكركم نفسي وتنفر عنكم مخافة أن تطرقوني بشّر.