لا يقبل ايّ بطلان وزوال ، من بطلان باطل كالتحريف ، ام بطلان حق كالنسخ ، ف «الحق» معرفا دون «حق» حصر للقرآن بحقه ، دون أن يساويه او يساميه سائر الحق : (وَإِنَّهُ لَكِتابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).
أم إن «تلك» إشارة إلى كل آيات التكوين والتدوين في كتابيه ، على طول الخط في كل تكوين وتدوين ، (وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ ..) نموذج شامل كامل عنهما ، حيث يشمل ما شملته كتابات السماء وفيه مزيد ، فهو «الحق» الثابت الذي لا حول عنه (وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً)!
فهذا القرآن العظيم أكمل نسخة عما دوّن وكوّن كما يحتاجه العالمون حتى آخر زمن التكليف ، وكما يروى عن باقر العلوم : القرآن يجري كجري الشمس.
هذا هو «الحق» الناصع البارع ، كل الحق الذي أراد الله إنزاله على العالمين (وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) مهما كان في حروفه المقطعة اختصاصات غيبية لمن خوطب بالقرآن.
ذلك (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ) أنه أنزل إليك من ربك ، وقد يؤمنون بإنزاله إليك ولكنهم لا يؤمنون أنه «الحق» الثابت الذي لا حول عنه ، تحريفا من الناس أم نسخا من خالق الناس.
(اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) (٢).
«ربّك» الذي رباك بالحق الذي أنزله إليك ، ورفعه في سماوات الوحي لأعلى قمة شاملة تحلّق على كتابي التكوين والتدوين «ربك» هذا. هو (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ..).