لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيّة وان هو عملها كتب الله له عشراً ويهمّ بالسّيّئة أن يعملها فان لم يعملها لم يكتب عليه شيء وان هو عملها أجّل سبع ساعات وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها فان الله عزّ وجلّ يقول إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ او الاستغفار فان هو قال استغفر الله الذي لا إله إلّا هو عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه لم يكتب عليه شيء وان مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السّيّئات اكتب على الشّقيّ المحروم.
وفي المجمع والعيّاشيّ عنه عليه السلام : اعلم أنّه ليسَ شيء اضرّ عافية ولا أسرع ندامةً من الخطيئة وانّه ليس شيء أشدّ طلباً ولا أسرع دركاً للخطيئة من الحسنة أما أنّها لتدرك الذّنب العظيم القديم المنسيّ عند صاحبه فتحطّه وتسقطه وتذهب به بعد إثباته وذلك قوله سبحانه إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ وعن أحدهما عليهم السلام أنّ عليّاً عليه السلام قال : سمعت حبيبي رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم يقول أرجى آية في كتاب الله أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وقرء الآية كلّها وقال يا عليّ والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً انّ أحدكم ليقوم إلى وضوئه فتساقط عن جوارحه الذنوب فإذا استقبل الله بقلبه ووجهه لم ينفتل وعليه من ذنوبه شيء كما ولدته أمّه فان أصاب شيئا بين الصلوتين كان له مثل ذلك حتّى عدّ الصلوات الخمس ثمّ قال يا عليّ إنّما مثل الصّلوات الخمس لأمّتي كنهر جار على باب أحدهم فما يظن أحدهم إذا كان في جسده دون ثمّ اغتسل في ذلك النّهر خمس مرّات أَكان يبقي في جسده درن فكذلك والله الصّلوات الخمس لأمّتي ذلِكَ قيل إشارة إلى قوله فَاسْتَقِمْ وما بعده ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ عظة للمتّعظين.
(١١٥) وَاصْبِرْ على الطاعات وعن المنهيّات فَإِنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ عدل عن المضمر ليكون كالبرهان على المقصُود.
(١١٦) فَلَوْ لا كانَ فهلّا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ من الرأي والعقل