السلام : في قوله تعالى أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ قال هو الرّجل يقضي لأخيه الحاجة ثمّ يقبل هديّته.
والقمّيّ قال السُّحْتَ بين الحلال والحرام وهو أن يؤاجر الرّجل نفسه على المسكر ولحم الخنزير واتّخاذ الملاهي فاجارته نفسه حلال ومن جهة ما يحمل ويعمل هو فهو سحت فَإِنْ جاؤُكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ تخيير له في التهذيب عن الباقر عليه السلام : أنّ الحاكم إذا أتاه أهل التوراة والإِنجيل يتحاكمون إليه كان ذلك إليه إن شاء حكم بينهم وإنْ شاءَ تركهم وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً بأن يعادوك لإِعراضك عنهم فانّ الله يعصمك من الناس وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ بالعدل الذي امر الله به إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ.
(٤٣) وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِيها حُكْمُ اللهِ تعجيب من تحكيمهم من لا يؤمنون به والحال أنّ الحكم منصوص عليه في الكتاب الذي عندهم وفيه تنبيه على أنّهم ما قصدوا بالتحكيم معرفة الحقّ وإقامة الشّرع وانّما طلبوا به ما يكون أهون عليهم وإن لم يكن حكم الله في زعمهم ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ ثم يعرضون عن حكمك الموافق لكتابهم بعد التحكيم وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ بكتابهم لإِعراضهم عنه أوّلاً وعمّا يوافقه ثانياً.
(٤٤) إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً بيان للحقّ وَنُورٌ يكشفُ ما استبهم من الأحكام يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا انقادوا لله قيل وصفهم بالإِسلام لأنّه دين الله لِلَّذِينَ هادُوا يَحْكُمون لهم وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ ويحكم بها الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللهِ وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ (١).
العيّاشيّ عن الصادق عليه الصّلوة والسّلام : الرَّبَّانِيُّونَ هم الأئمّة دون الأنبياء الّذين يربون الناس بعلمهم وَالْأَحْبارُ هم العلماء دون الربانيين قال ثمّ أخبر عنهم فقال بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللهِ وَكانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ ولم يقل بما حملوا منه.
__________________
(١) أي كانُوا على حكم النّبيّ صلىّ الله عليه وآله في الرّجم أنّه ثابت في التوراة شُهَداءَ عن ابن عبّاس وقيل كانُوا عَلَيْهِ شُهَداءَ على الكتاب أنّه من عند الله عطاء.