__________________
ـ من قوله لك : نعم ـ ثم كنت تقول له : فكان الواجب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يخرجهم جميعا على الترتيب إلى الغار ويشفق عليهم كما اشفق على أبي بكر ولا يستخف بقدر هؤلاء الثلاثة بتركه إياهم وتخصيصه أبا بكر وإخراجه مع نفسه دونهم ، وفي الدر المنثور ٣ : ٢٤٠ ـ أخرج ابن عساكر عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخرج أبو بكر معه لم يأمن على نفسه غيره حتى دخلا الغار ، وفيه عن ابن عمر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي بكر : أنت صاحبي في الغار وأنت معي على الحوض وفيه عن ابن عباس عن أبي هريرة مثله ، وفيه عن أنس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لحسان : قلت في أبي بكر شيئا؟ قال : نعم ، قال : قل وأنا أسمع ، فقال :
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد |
|
طاف العدو به إذ صاعد الجبلا |
وكان حب رسول الله قد علموا |
|
من البرية لم يعدل به رجلا |
فضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى بدت نواجذه ثم قال : صدقت يا حسان ، وفيه عن ابن عساكر عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : إن الله ذم الناس كلهم ومدح أبا بكر فقال : إلا تنصروه ... وفيه أخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : لما كانت ليلة الغار قال أبو بكر الصديق يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعني فلأدخل قبلك فإن كانت حية أو شيء كانت في قبلك؟ قال : أدخل ، فدخل أبو بكر فجعل يلمس بيديه فكلما رأى حجرا قال بثوبه فشقه ثم ألقمه الحجر حتى فعل ذلك بثوبه أجمع وبقي حجر فوضع عليه عقبه وقال : أدخل فلما أصبح قال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأين ثوبك ، فأخبره بالذي صنع فرفع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يديه وقال : اللهم اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة ، فأوحى الله إليه أن الله قد استجاب لك.
وفيه أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أبو بكر أخي وصاحبي في الغار فاعرفوا ذلك له فلو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، سدوا كل خوخة في هذا المسجد غير خوخة أبى بكر.
وفي الدر المنثور ٣ : ٢٤١ ـ أخرج البيهقي في الدلائل وابن عساكر عن ضبة بن محصن العبري قال قلت لعمر بن الخطاب أنت خير من أبي بكر؟ فبكى وقال : والله لليلة أبي بكر ويوم خير من عمر ، هل لك أن أحدثك بليلته ويومه؟ قال قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : أما ليلته فلما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هاربا من أهل مكة خرج ليلا فتبعه أبو بكر فجعل يمشي مرة أمامه ومرة خلفه ومرة عن يمينه ومرة عن شماله فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما هذا يا أبا بكر؟ ما أعرف ـ