قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الفرقان في تفسير القرآن بالقرآن والسنّة [ ج ١٣ ]

248/360
*

أجل ، ولما ذا لا يبعث إليه قميصه (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد طلبه وطلبه ابنه قضية وصيته ، وابنه هذا من كرام المؤمنين ، وقد يلمح طلبه قميصه أنه آمن واهتدى حتى أخبره جبرئيل أنه مات كافرا ، ثم العباس عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أخذ أسيرا يوم بدر لم يجدوا له قميصا وكان رجلا طويلا فكساه عبد الله قميصه ، وهكذا المشركون لما قالوا له يوم الحديبية : إنا لا ننقاد لمحمد ، فقال لا ، إن لي في رسول الله أسوة حسنة ، فقد يشكره الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) على هذه المواقف وكما يشكر ابنه على موقفه المشكور في الإيمان ، ثم الله نهاه عن رد السائل.

أفلا يكفي كل ذلك مبررا لإجابة طلبته في قميصه ، وأن يصلي عليه ـ إن كانت قبل النهي عنها ـ أو يقف أمامه كهيئة المصلي وهو لا يصلي؟!.

أجل (لا تُصَلِ ... وَلا تَقُمْ ... إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ) فليس ـ فقط ـ الكفر بالله ورسوله مانعا عن سماح الصلاة عليهم والقيام على قبرهم ، بل (وَماتُوا وَهُمْ فاسِقُونَ) خارجون عن طاعة الله متظاهرين بباطن كفرهم ، حيث الفسق يخص ظاهر التخلف ، وتقدم الكفر هنا دليل أنه فسق الكفر ، فحين يظهر الكفر من الفاسق والمنافق يلحق بالكفار الرسميين الخارجين عن كل أحكام الإسلام.

فلا مجرد الفسق يكفي ولا مجرد الكفر في الباطن دون تظاهر به ، إنما هو الجمع بين كفر الباطن والظاهر ، وأن يموتوا وهم فاسقون بذلك

__________________

ـ لئن أذن لي لأضعن فيك السلاح ، وأنه مرض فأرسل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعوه فدعا بقميصه فقال عمر : والله ما هو بأهل أن تأتيه ، قال : بلى فأتاه فقال : أهلكتك موادتك اليهود ، قال : إنما دعوتك لتستغفر لي ولم أدعك لتؤنبني ، قال : اعطني قميصك لأكفن فيه ، فأعطاه ونفث في جلده ونزل في قبره فأنزل الله (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً ..) قال : فذكروا القميص ، قال : وما يغني عنه قميصي والله لأرجو أن يسلم به أكثر من ألف من بني الخزرج.