هذه الآية هي الوحيدة في القرآن نصا ب (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) مستمسكة للذين يقولون بنجاسة المشركين البدنية إلى النفسية والعملية ، وقد يتجاوزون عنهم إلى سائر الكافرين والبعض من فرق المسلمين!.
وهنا «إنما» تحصر المشركين في «النجس» أنهم بكل كيانهم نجس ، ولا تحصر «النجس» في المشركين ، وهل إنه مع النجاسة والنجاسة النفسية في قالهم وحالهم وفعالهم ، نجاسة معها جسدية أيضا ١ ولا ملازمة بينهما ، كما افترقا في المنافقين الذين أنفسهم أنجس من أنفسهم أولاء فهم في الدرك الأسفل من النار ، وتأثير النجس في مجاورة مشروط بشروط هي هنا فاقدة ، كالمسانخة والرطوبة وما أشبه ، وحتى إن أثرت الروح النجسة في الجسم فتلك إذا نجاسة عرضية وليست عينية ذاتية ، ولو أن الروح بخفتها تؤثر في الجسم بثقله لكانت الأبخرة المتصلة بالنجاسات كلها نجسة!.
٢ ثم النجس لم يأت في القرآن إلا هنا وهو بمعنى النجاسة في غير الجسم كما في أضرابه من الرجز والرجس ، وهنا يبرز المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن وفد ثقيف لما قدموا عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) ضرب لهم قبة في المسجد فقالوا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوم أنجاس؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «إنه ليس على الأرض من أنجاس الناس شيء إنما أنجاس الناس على أنفسهم» (١) ويروى أيضا أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) شرب من أوانيهم (٢).
__________________
(١) آيات الأحكام للجصاص ٣ : ١٠٥ روى حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن عثمان بن أبي العاص أن وفد ثقيف ..
(٢) أطبق إخواننا على طهارة المشركين ووافقهم منا ابن الجنيد وابن أبي عقيل والمفيد في المسائل الغرية حيث قال : يكره مواكلتهم ، ومال إليها صاحب المدارك والمفاتيح ، والروايات المشعرة بنجاستهم محمولة على التنزيه لغلبة تنجسهم دون تطهير ، أم نجاسة أرواحهم ، ولا برهان لأصحابنا على نجاسة المشركين إلا روايات نجاسة أهل الكتاب أم ـ