لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْواهُمْ جَهَنَّمُ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ) (٩ : ٩٥) (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ) (٩ : ١٢٥) كما (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) (٢٢ : ٣٠) و (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٣٣ : ٣٣) فلا تعني الرجس فيها ولا فيما سواها (١) النجاسة الخبيثة المعروفة ، إنما هي النجاسة العقيدية والعملية والأخلاقية ، ولا نجد ـ ولا مرة يتيمة ـ يعني من الرجس في آياته هذه النجاسة ، فكيف يستدل بمجرد لفظة الرجس هنا على نجاسة الخمر جسميا ، فهي فيها نجاسة عقلية وخلقية فعقيدية وعملية أماهيه.
ذلك ، إضافة إلى أن واجب الاجتناب المتفرع على (رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) لا يفرض الاجتناب الخبثي فإنه ـ قطعا ـ غير واجب ، اللهمّ إلّا شربا للخمر وما أشبه من محاولات لها ، وعملا للمسير والأنصاب والأزلام ، ثم النجاسة الظاهرية ليست من عمل الشيطان وإلّا لكان المعصومون عليهم السلام مصحوبين بعمل الشيطان لمكان النجاسات الخبثية الطائرة عليهم كما على سواهم! كما ولا يلزم من كون شيء من عمل الشيطان نجاسته الخبثية كالميسر والأنصاب والأزلام وسائر الأشياء والأعمال المحرمة.
ذلك ، والروايات الواردة بحق الخمر نجاسة وسواها معروضة على
__________________
(١) ومما سواها «كَذلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ» (٦ : ١٢٥) «قالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ» (٧ : ٧١) «وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ» (١٠ : ١٠٠) ثم و «رجس» في «إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ» (٦ : ١٤٥) لو دلت علي النجاسة الجسمية ، لم تكن قرنية على ان الرجس في سائر القرآن هو هيه ، وقد تلمح «فانه» ان ليس الرجس هو النجاسة الجسمية حيث الميتة والدم المسفوح كذلك نجسان فلما اختصت هذه النجاسة بلحم خنزير؟.