كماهيه مفتاح كل شر (١) وأكبر الكبائر (٢) ولذلك نراها محرّمة في كافة الشرائع (٣).
كما وأن (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) و «واحذروا» ترغيبات ثلاث في تركها ، وتلك ـ إذا ـ عشرة كاملة هي عشيرة لحقل الخمر ، مصرحة ومشيرة إلى بأسها ونحسها وبخسها وفلاح التاركين إياها.
في هذه الآية يردف ذلك المربع مع بعضها البعض لأنها كلها حزمة واحدة ذات رباط عريق في مزاولتها ، وأنها من معالم الجاهلية المتغلغلة فيها ، فقد كانت الذبائح على النّصب أو المستقسمة بالأزلام يصاحب شواءها نوادي الخمور كما يصاحبها الميسر ، شركاء أربع في شهواتهم
__________________
(١) في الكافي عن أبي بصير عن أحدهما عليهما السلام قال : ان الله جعل للمعصية بيتا ثم جعل للبيت بابا ثم جعل للباب غلفا ثم جعل للغلف مفتاحا فمفتاح المعصية الخمر ، وفيه عن أبي عبد الله (ع) قال : ان الله جعل للشر أقفالا وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب.
وفي الدر المنثور ٣ : ٣٢٢ ـ اخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن ابن عباس قال : قال رسول الله (ص): اجتنبوا الخمر فانها مفتاح كل شر ، ورواه مثله عنه (ص) أبو الدرداء.
(٢) في الكافي عن إسماعيل قال اقبل ابو جعفر عليهما السلام في المسجد الحرام فنظر اليه قوم من قريش فقالوا : هذا إله أهل العراق فقال بعضهم : لو بعثتم اليه بعضكم فأتاه شاب منهم فقال : يا عم ما اكبر الكبائر؟ قال : شرب الخمر.
وفيه عن أبي البلاد عن أحدهما عليهما السلام قال : ما عصي الله بشيء أشد من شرب المسكر ان أحدهم يدع الصلاة الفريضة ويثب على أمه وابنته وأخته وهو لا يعقل.
(٣) أخرجنا خمسة عشر آية من التوراة والإنجيل وملحقاتهما تصرح بحرمة مغلظة للخمر ، راجع تفسير آية البقرة : «يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ» في الفرقان.