ولمذهب الحلول هذا أبعاد شاسعة بين المشركين والكتابيين وحتى من عرفاء المسلمين مهما اختلفوا بين قوسي الصعود والنزول ، حلول الله في بشر أم تحوّل بشر إلى الله في وحدة الإثنين أو انمحاء غير الله في الله فيصبح بذلك إلها!!!.
وذلك العرفان الخارف لا يقف لحدّ بين اللّاهوتيين المنجرفين إلى هوّات الأهواء البعيدة عن حق الوحي والوحي الحق.
وأما أن «الله ثالث ثلاثة» فقد تحتمل معنيين اثنين ، أحدهما أن الأقانيم الثلاثة : الأب والابن وروح القدس ، هم ثلاثة وواحد وواحد هو ثلاثة ، والأقنوم الأصل هو الله! وثانيهما أنه عبارة أخرى ل «أن الله هو المسيح» تجافيا لله عن لاهوته إلى ناسوت الابن ، وتعاميا عن ألوهة الروح القدس.
ذلك ، وفي (مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) تنديد شديد بمؤلّهي المسيح (ع) أنه لا يفيدهم الفداء الصليبي المزعوم وأنه باختيار الصلب ، أو اختيار أبيه : الله ـ له الصلب فدى بنفسه عمن يعتقد به وبألوهيته أو ثالوثه.
فحتى لو كان المسيح (ع) مدعيا ذلك الإشراك أو راضيا به لكان ـ وعوذا بالله ـ من أهل النار ، فضلا عمن اختلقوا له منصب الألوهية وأنه بتفديته هذه ينجي المعتنقين أكذوبة الثالوث ، عن النار.
ثم (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ) تجتثّ مستغرقة الألوهية بكل شؤونها عن غير الله ، أقنوما ذاتيا أو صفاتيا أم سواه ، فأيّة مماثلة مع الله في أيّ من شؤون الألوهية والربوبية تحمل ألوهة مّا هي بصورة مستغرقة مسلوبة عمن سوى الله.
وهنا (مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْواهُ النَّارُ وَما