إذا ف «بلغ» أمر ببلاغ ما أنزل عليه في العهدين : المكي والمدني كتابا وسنّة ، فمن المكي (فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ. وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) ومن المدني آية الولاية (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ...) وكما نسمع الرسول (ص) في تبليغه الهام يوم الغدير يجمع بين هامتها ما نزل عليه في العهدين ، شارحا لها كما يجب بشأن الأولوية الزمنية والروحية لأئمة أهل البيت عليهم السلام.
فليس ذلك لأن آيات الولاية ورواياتها لم تكن لتدل على هذه الهامة الرسالية ، فقد دلت واضحة وضح النهار! ولكن «بلغ» تعني بعدي الإيضاح البارع الذي لا يقبل أي تأويل ، والإفصاح على رؤوس الأشهاد في حشد عامّ هامّ تمد إليه الأعناق ، ويعرف هامة بلاغه خاص وعام ، ولا يقدر على إخفاءه أصلا ودلالة أي مسلم ، خلاف النصوص الخاصة من السنة التي قد تخفي ، أم آيات قد تؤول ، اللهم إلّا آية الولاية في نفس السورة ، وقد أمر بتبليغها تفسيرا لها يوم الغدير.
لذلك نراه صميما على كتابة الوصية بذلك البلاغ حتى يتم اللفظ إلى الكتب ، ولكنه حصل ما حصل!.
فلقد حصحص الحق المعنيّ من (ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) أنها البلاغ الذي لولاه فكأنما لم يكن الرسول مبلغا لرسالة الله ، فسواء ألم يبلغ رسالة الله بأسرها أم بلغها ولم يبلغ استمراريتها فيمن يمثلها رسولا ورسالة.
__________________
ـ يد الأعرابي وسقط السيف من يده وضرب برأسه الشجرة حتى انتثر دماغه؟ وترى ما هو الذي أنزل اليه ولم يبلغها حتى حصل ما حصل وهكذا يضطرب مثل الرازي كالأرشية في الطوى البعيدة ويرجح ما لا يناسب تخوفه عن بلاغ ما انزل إليه ، فان هذه الأمور هي كلها ادنى تخوفا بكثير من اصل الدعوة التوحيدية في جموع المشركين وهذا القوم اللد!