والزمنية ، وكما في حديث الصادقين عليهما السلام تفسيرا للآية ، أي أكملت لكم دينكم بإقامة حافظه .. (١).
فالحافظ القيادي للدين دوره كالحافظ الأصلي لمادة الدين ، فبكمال القيادة الروحية والزمنية التطبيقية للدين ييأس الذين كفروا من زواله أو إزالته ، وبضعفها كضعفه نفسه يأمل الذين كفروا زواله أو إزالته من الدور الجماعي.
و (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا) هو يوم قرار القيادة المعصومة ، استمرارية للقيادة العليا الرسولية التي تحمله الرسالة ، معصومين وهم الاثنى عشر ، ومن يتلو تلوهم كالعلماء الربانيين زمن الغيبة الكبرى لآخرهم المنتظر المأمول.
إذا «فلا تخشوهم» أن يزيلوا هذا الدين ما دامت قواعده سليمة «واخشون» أن تتخلفوا عن قيادته الروحية والزمنية العليا تأسيسا لها واتباعا إياها وتحقيقا للدين بكل أبعاده ، فإبعاده لكل العراقيل الكافرة الشاغرة.
لذلك لم ييأس الذي كفروا من ديننا في أي يوم من أيام هذه الرسالة السامية يأسا شاملا إلا يوم إذاعة الاستمرارية لها بالخلافة المعصومة العاصمة لها ، مهما اغتصبت لردح بعيد من الزمن ، ولكن بنية الرسالة المستمرة على مر الزمن بذلك القرار الحاسم ، إنها تؤيس الذين كفروا من زوالها أو إزالتها.
وعلى الذين آمنوا طول الزمن الرسالي تقبّل القيادة المعصومة ، ثم في زمن غياب العصمة انتخاب النخبة العليا من العلماء الربانيين ليقودوا الأمة الإسلامية سالمة سليمة.
ذلك ، فالإثم في تأخر المسلمين عن تأسيس دولتهم الإسلامية الموحدة
__________________
(١) الخصائص عن الصادقين عليه السلام.