ففي مثلث (كَتَبَ اللهُ .. ادْخُلُوا .. وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا) يكون النجاح مضمونا دون ريب ، فلا يكفي الدخول إلّا بأمر الله وكتابة النجاح فيه ، ثم لا تكفي الكتابة والدخول إلّا بالتوكل على الله ، فقد «جعل التوكل مفتاح الإيمان والإيمان قفل التوكل ، وحقيقة التوكل الإيثار وأصل الإيثار تقديم الشيء بحقه ، ولا ينفك المتوكل في توكله من إثبات أحد الإيثارين فإن آثر معلول التوكل وهو الكون حجب به ، وإن آثر علة التوكل وهو الباري سبحانه بقي معه» (١).
(قالُوا يا مُوسى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَها أَبَداً ما دامُوا فِيها فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقاتِلا إِنَّا هاهُنا قاعِدُونَ) ٢٤.
وذلك أسوء تعبير عن القدير اللطيف الخبير أن (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ) كأنه ـ فقط ـ ربه لا وربهم ، ثم وهو بحاجة إلى مناصرة في مقاتلة الجبارين ، مما يدل صارخة أنهم لمّا يؤمنوا بالله وحتى قدر إيمان المشركين به ، المعترفين بأنه رب السماوات والأرض وله الملك! ولأنهم كانوا من المشبهة المجسمة كما هو صريح آيات اختلقوها في التورات ك «إن إسرائيل صارع الله فصرعه فأخذ بركة النبوة لنفسه عوضا عن العيص ثم خلص الله بهذه المعاوضة» أو «إن الله كان يمشي في الجنة قائلا : يا آدم يا حوا أين أنتما حيث لا أراكما» أمّا ذا من تجسيم جسيم حسيم لساحة الربوبية المقدسة!.
ويا له من تخاذل أمام الجبارين عن نصر الحق وتوهين الباطل ، وتجاهل أمام الله ، فدخولا في التيه.
وهكذا يكون دور المتخاذلين هودا أو نصارى أو مسلمين دون اختصاص
__________________
(١) مصباح الشريعة قال الصادق (ع) في كلام طويل وقال عز وجل (وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) جعل ...