عن الله كسائر الولادات ، فهنا الوالد والولد اثنان باقيان ، وثالثها الولادة التشريفية كما يقولها فرقة ثالثة منهم بحق المسيح (ع) لأنه أول العابدين لله تعالى.
ومن أغرب ما نسمعه من الكنائس اللّاهوتية صيغة «توحيد التثليث» وأنها هي السائغة في حق التوحيد ، ما لم يكن يفهمه البدائيون العرب ، فذلك ارتقاء في مراقي التوحيد يؤمن به ولا يعقل لأنه فوق العقول! ، ومن أوضح الضروريات العقلية استحالة اجتماع وارتفاع النقيضين مهما كانت في حقل اللّاهوت أم سواه ، حيث المستحيل الذاتي مستحيل أينما كان ولأيّ كان.
ذلك والوحدة بين الله وأي من خلقة مرفوضة باستحالة حتى في مفهوم الوجود ، فضلا عن الحقيقة الخارجية بالمجانسة أو وحدة المصدر فضلا عن الوحدة الشخصية في شخص واحد أم في تسلسل الوجودين دون تجاف ذاتي وصفاتي وأفعالي.
ذلك كله للمناقضة بين المجرد والمادي الطليقين في التجرد والمادية ، فكما الوجود والعدم متناقضان ، كذلك التجرد والمادية بما هما صفتان لموجودين. فالتجرد يعني اللّامادية ، والمادية تعني اللّاتجرد ، وخلوّ الوجود عنهما واجتماعهما فيه مستحيلان على سواء.
فلأن الله المجرد عن كافة الشؤون المادية غير محدود بصورة مطلقة فلا مكان له أيّا كان ، مفهوما وواقعا مهما اختلف المكانان ، حيث المحدود ليس ليحوي اللّامحدود إلّا بانقلاب أحدهما إلى الآخر.
وبأحرى من استحالة الوحدة في الكيان المفهومي هو الكيان الحقيقي الخارجي ، فلا هما من مصدر واحد حيث الله ليس صادرا حتى يتحد في المصدر مع الصادر منه ، ولا تجانس بينهما أبدا حتى تصح الوحدة فيها ، وإن