والثاني الروح تجافيا عن ألوهتهما فاختصرا في الابن فهو ـ إذا ـ الله ، وهما عبارتان عن تخيّلة واحدة عن المسيح (ع) أنه هو حقا «الإله» تحولا للإله الأب إلى الإله الابن ، ثم لا أب ولا ابن بل هو الله ليس معه إله ، وهذا هو المعني من (إِنَّ اللهَ هُوَ الْمَسِيحُ) قوسا نزوليا لله ، دون «المسيح هو الله» قوسا صعوديا للمسيح ، فقد قالوا بالحلول والتحول أن الله أصبح هو المسيح ، وقد تشبهها : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) دون «هواه إلهه» حيث نزل الله إلى حيث هواه ، فاعتبر الله هواه فعبدها كما الله.
ذلك وكما خيل إلى جماعة منهم ألوهة مريم على هامش ألوهة المسيح ، فقد تصرح الكنيسة الكاثوليكية «كما أن المسيح لم يبق بشرا كذلك أمه لم تبق من النساء بل انقلبت (وينوسة) : إلهة».
لذلك تراهم كثيرا يحذفون أسماء الله مثل «يهوه» من كتب المزامير ويثبتون مكانها اسم مريم ، كقوله : «احمدوا الله يا أولاد» فالكاثوليك لأجل إظهار عبوديتهم لمريم طووا هذا من الزبور وبدلوه إلى «احمدوا مريم يا أولاد».
وهذه الكنيسة كلما صلي فيها مرة واحدة بالصلاة الربانية : «أبانا الذي في السماء ..» يصلى فيها بالصلاة المريمية عشرون مرة (١).
__________________
(١) عن الأب عبد الأحد داود الآشوري العراقي في كتابه الإنجيل والصليب.
ويقول جرجس صال الإنجليزي في كتابه مقالة في الإسلام عند ما يذكر بدع النصارى ، من ذلك بدعة كان أصحابها يقولون بألوهية العذراء مريم ويعبدونها كأنما هي الله ويقربون لها اقراصا مضفورة من الرقاق يقال لها : (كلّيرس) وبها سمي أصحاب هذه البدعة (كلّيريين) وهذه المقالة بألوهية المسيح (ع) كان يقول بها بعض أساقفة المجمع النيقاوي حيث كانوا يزعمون أن مع الله الآب إلهين هما عيسى ومريم ومن هذا كانوا يدعون المريميين وكان بعضهم يذهب إلى أنها تجردت عن الطبيعة البشرية وتألهت وليس هذا ببعيد عن مذهب قوم من نصارى عصرنا قد فسدت عقيدتهم حتى صاروا يدعونها تكملة الثالوث كأنما الثالوث ـ