يغرغر» (١) والتفصيل بين الجاهل والعالم في قبول التوبة (٢) خلاف الآية إلا ان يؤوّل إلى صعوبة قبولها عن العالم.
ثم (الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ) وطبعا دون قالة التوبة ولا واقعها ، ليست توبتهم غير المقبولة إلا بعد الموت ومنهم القائلون (رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ) فيجابون (كَلَّا إِنَّها كَلِمَةٌ هُوَ قائِلُها).
فقالة التوبة دون حالتها عند الموت ، وواقعها بعد الموت ، هي مرفوضة مرضوضة ، وواقع التوبة بين مفروض القبول ومرجوه كما فصلناه على ضوء الآية.
__________________
(١) المصدر ـ أخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب عن ابن عمر عن النبي (ص) قال : ... وفيه أخرج البيهقي في الشعب عن رجل من الصحابة سمعت رسول الله (ص) يقول : ما من إنسان يتوب إلى الله عز وجل قبل أن تغرغر نفسه في شدقه إلّا قبل الله توبته.
وفيه أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب عن ابن عمر وقال : من تاب قبل موته بفواق يتب عليه قيل ألم يقل الله : وليست التوبة للذين يعملون السيآت حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن؟ فقال : إنما أحدثك ما سمعت من رسول الله (ص).
أقول : لا منافاة بين الآية وهذه الرواية حتى يحتج بها ضدها فإن مورد الآية قولة التوبة عند الموت ومورد الرواية واقعها.
وفيه أخرج أحمد والبخاري في التاريخ والحاكم وابن مردوية عن أبي ذر أن رسول الله (ص) قال : «إن الله يقبل توبة عبده أو يغفر لعبده ما لم يقع الحجاب قيل وما وقوع الحجاب؟ قال : تخرج النفس وهي مشركة»
وفي نهج البلاغة عن الإمام علي (ع) من أعطي التوبة لم يحرم القبول قال : «إِنَّمَا التَّوْبَةُ ...».
(٢) نور الثقلين ١ : ٤٥٦ في أصول الكافي بسند متصل عن أبي عبد الله (ع) يقول : إذا بلغت النفس هاهنا ـ وأشار بيده إلى حلقه ـ لم يكن للعالم توبة ، ثم قرء (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهالَةٍ).
أقول : والآية تنفي واجب التوبة لا مرجوها.