في جهة النهر فهدمت أكثر من نصفها ، ورفعت حصانا كان هناك وألقته على بعد عشرة أمتار من موضعه فهلك.
وفي ليلة الخميس عشرين من جمادى الثانية ـ في نحو الساعة السادسة منه ـ شبّت النار من دكان روّاس في سوق العرصة من عينتاب وسرت إلى ما جاورها فأتت على ثلاث دور ومائتين وسبعين دكانا واثني عشر فرنا وسبعة بيوت قهاوي وثمانية مخازن ومطحنة وأتت على جانب عظيم من خان وعشرين دكانا ثم خمدت. وفي آذار السنة الرومية ـ بعد العشاء الأخيرة ـ انقضّ على ردهة دار بني صولا ـ أحد بيوتات المسيحيين التليانيين في محلة الجلوم الكبرى بحلب ـ صاعقة دخلت من داخن الموقد المعروف بالصوبا ، وكانت الردهة خالية من الناس ، فحطمت الصاعقة شيئا من زجاج النوافذ ، وصدمت بعض عقود قناطرها فنفر من اللطمة قدر قيراطين ، ثم خرجت الصاعقة من النافذة التي حطمت زجاجها ودرجت على الزنك الذي هو سقف الدرج وصدمت قنطرة باب الدار الذي غلقه من الحديد فأبقت في القنطرة أثرا دخانيا وتطايرت المسامير المغروسة في باب الحديد ، وهكذا انتهت حركتها. وفيه هاج في اسكندرونة إعصار دمر منها عدة منازل على البحر. على أن هذه المدينة لا تكاد تسلم من الإعصار في مثل هذه الأيام كل سنة.