تخبّرا عن رجال ليس يأخذهم |
|
فيما يرومونه أين ولا ضجر (١) |
(فرسالة) نبّئينا عن فوارسنا |
|
هل عاقهم عنك ذاك المسلك الوعر |
أم هل حصونك أجدت يوم حملتهم |
|
نفعا ، وهل صدّهم عن أخذك البهر (٢) |
يومان قد ظلّ فيها الطعن متصلا |
|
حتى توالت على أعدائنا الغير |
هيا (لدومكة) وانظر معالمها |
|
فالعين تشهد ما لا يشهد الخبر |
حلّوا ذراها وساروا نحو (أرمية) |
|
بعارض هطله النيران والشرر |
أروا عدّوهم حربا فسالمهم |
|
لمّا تحقق لا منجى ولا وزر |
وقائد الجيش قسطنطين حين رأى |
|
جيوشه نكّسوا الرايات وانكسروا |
ولّى ولم يلتفت خوفا إلى أحد |
|
من بعد ما زاغ منه القلب والبصر |
لا غرو إن مرّ وانشقّت مرارته |
|
فمن فوارسنا الأطواد تنفطر |
يا أدهم الاسم يا قاني الحسام ويا |
|
مردى أعاديك إن قلّوا وإن كثروا |
أنت المشير الوزير الفارس البطل |
|
م الليث الغيور الكميّ الصارم الذكر |
تركت فعلا لدى اليونان مشتهرا |
|
متى جرى ذكره أودى بها الذعر |
جزاك ربّك عنّا كلّ مكرمة |
|
فليس منا يفيك الحمد والشكر |
يا للبرية ما هذا المشير وما |
|
تلك الفوارس والأبطال والبشر؟ |
أولئك الحزب حزب الله من شهدت |
|
بحسن حزمهم الأرماح والبتر |
مظفّرين بعزم من مليكهم |
|
عبد الحميد الذي تزهو به العصر |
ربّ السياسة منشي العدل مالكه |
|
بحر الدراية سامي القدر معتبر |
أفكاره شهب أقواله قضب |
|
إنعامه سحب تهمي وتنهمر |
من فضله عامل الأعداء مذ كسروا |
|
بالصفح عن عظم ذنب ليس يغتفر |
كم من مليك قبيل الحرب أنذرهم |
|
خوفا عليهم فما أغنتهم النذر |
خليفة الله دم فالنصر مقتصر |
|
عليك إذ أنت في الشدّات مختبر |
يا معشر الناس هنّوا ذا المليك فقد |
|
أضحى بتاريخه (٣) من دأبه الظفر |
__________________
(١) الأين : الإعياء والتعب.
(٢) البهر : الإجهاد وتتابع النفس من الإعياء.
(٣) سنة ١٣١٤ وهي تاريخ ابتداء هذه الحرب (المؤلف).