سكان بيلان مسلمون وأرمن يتكلمون باللغتين الأرمنية والتركية والثروة فيها ضعيفة وقد خرج من بيلان عدة رجال اشتهروا بخدمات الدولة العثمانية مثل داود آغا والحاج يوسف آغا وعبد الرحمن باشا ومصطفى باشا الذي يعرف به حمامه بمحلة الفرافرة تجاه مزار التميمي بحلب. ونبغ من أهلها عدة علماء ومعتقدين كالحاج أحمد أفندي ابن سويله مز ومصطفى أفندي ابن المؤذن والحاج أحمد أفندي ابن الواعظ وعارف أفندي ومحمد أفندي وغيرهما. وكان فيها رجل معتقد محبوب يدعى الشيخ إبراهيم أفندي من مشايخ الطريقة النقشبندية يحب الخمول والانزواء عن الناس.
من الآثار القديمة في هذا القضاء بناء عظيم يقال له الكنيسة في شمالي بيلان على بعد ساعة منها في موضع يقال له عتيق تدل الجهة الشرقية منه على أنه كان كنيسة وعلى بعد ثلاث ساعات من بيلان قرية تدعى ألاي بكلي فيها آثار قلعتين تدل هيئتهما على أنهما من بناء الملك الظاهر ابن صلاح الدين الأيوبي وفي قرية الآي بكلي مقام لأبي يزيد البسطامي وقيل هو مرقده وعلى هذه الرواية بنى عليه الحاج مصطفى باشا ابن مرسل مسجدا وثلاث حجرات. والقلعتان المذكورتان لم يزل قائما منهما بعض جدران يقصدها السواح (١) للتفرج.
لموقع مدينة بيلان وما قاربها من الجبال مناظر بديعة جيدة المناخ غزيرة المياه لو جالت بها يد الصناعة لسعى نحوها المصطافون أكثر مما يسعون إلى جهات لبنان.
ومن الآثار القديمة التي لها ذكر في التاريخ من هذا القضاء (بغراس) أو (بغراز) وهي الآن قرية من قرى هذا القضاء وكانت مدينة في لحف (٢) جبل اللّكام بينها وبين أنطاكية أربعة فراسخ وكذلك بينها وبين إسكندرونة وبينها وبين دربساك نحو مرحلة إلى الجنوب وكانت مدينة حصينة ذات قلعة مرتفعة ولها أعين وبساتين وكان بها دار ضيافة لزبيدة زوجة الرشيد ولم يكن في الشام دار ضيافة غيرها. قال البلاذري : وكانت أرض بغراس لمسلمة بن عبد الملك ووقفها على سبيل البر.
__________________
(١) الصواب : «السيّاح». انظر الحاشية ١ ص ٨٤.
(٢) لحف الجبل : أصله.