وقوفنا على عدد سكانها لأنهم لم يجر عليهم قلم الإحصاء إذ كانوا أعرابا رحّلا يعسر ضبطهم على ما أسلفنا بيانه. والقرى التي ذكرناها هي التي تجبى غلاتها إلى جهة خزينة الدولة وما عداها من القرى التي لم نذكرها كانت تابعة مزارع السلطان عبد الحميد.
كان قضاء الرقة تابعا لواء الزور. ثم في حدود سنة ١٣٠٠ ألحق بلواء حلب.
والرقة كانت مدينة مشهورة على الفرات بينها وبين حران ثلاثة أيام وهي تعد من بلاد الجزيرة لأنها من جانب الفرات الشرقي وكان بالجانب الغربي مدينة أخرى تعرف برقة واسط كان بها قصر لهشام بن عبد الملك وأسفل من الرقة ، بفرسخ ، الرقة السوداء وكانت كبيرة ذات بساتين كثيرة والرقة بنيت عوضها الرافقة وسميت بها وكانت قاعدة ديار مضر وقال ربيعة الرقي :
حبّذا الرقة دارا (١) وبلد |
|
بلد ساكنه ممن تود |
ما رأينا بلدة تعدلها |
|
لا ولا أخبرنا عنها أحد |
إنها برية بحريّة |
|
سورها بحر وسور في الجدد (٢) |
تسمع الصّلصل في أشجارها |
|
هدهد البرّ ومكّاء غرد (٣) |
لم تضمّن بلدة ما ضمّنت |
|
من جمال في قريش وأسد |
فتحت الرقة البيضاء صلحا على يد عياض بن غنم سنة (١٧) فقال سهيل بن عدي:
وصادمنا الفرات غداة (٤) سرنا |
|
إلى أهل الجزيرة بالعوالي |
أخذنا الرقة البيضاء لما |
|
رأينا الشهر لوّح بالهلال |
وأزعجت الجزيرة بعد (٥) خفض |
|
وقد كانت تخوّف بالزوال |
وصار الخرج ضاحية إلينا |
|
بأكناف الجزيرة عن تقال |
__________________
(١) في الأصل : «دار». والتصويب من الديوان ومعجم البلدان.
(٢) الجدد : ما استرقّ من الرمل وانحدر.
(٣) الصلصل والمكاء : نوعان من الطيور.
(٤) في الأصل : «غدات» خطأ.
(٥) في الأصل ض «بعض» خطأ.