على القوم فيرقصون ويمرحون إلى نحو الساعة الثالثة من الليل وفيها يقدم لهم طعام العشاء ويسمونه سفرة الدخلة وهو قطع من لحم الدجاج الهندي والقديد والمخلّل والخبز السّميذ وغير ذلك فإذا أكلوا عادوا إلى السماع والطرب. وبعد مضي طائفة من الليل تقدم لهم الأشربة وبعض الحلاوات.
وفي منتصف الليل ربما يقوم أحد الأدباء وينشد قصيدة تتضمن تهنئة العروسين والتبريك لهما. فإذا أتمها صاحوا استحسانا وصفقوا واستمروا في عملهم من الطرب والشرب والرقص حتى الصباح وفيه يقدم لهم الفطور الذي هو عبارة عن الجيكولاتا أو بعض الحلاوي اللطيفة مع الخبز السميذ والقديد فإذا أكملوا أكلهم باشروا جلوة العروسين وذلك بأن ينتظموا معهما حلقة ويرقصوا جميعا على نسق رقص العرب أو الأكراد. فإذا فعلوا ذلك انصرفوا مثنين على العروسين.
وفي صبيحة هذا اليوم يهدى إلى الزوجة من قبل أحد أبوي الزوج هدية من الحلي يسمونها الصبحية. ثم في ثالث يوم أو سابع يوم يقبل من كان مدعوا ليلة الزفاف ويهنئ العروسين. وفي اليوم الثامن يزور العروسان أصحابهما فيحتفلون لهما بإحياء ليلة طرب ورقص. وفي اليوم الثاني عشر أو قبله يولم الزوج إلى المطران ولفيف الكهنة فيأكلون وينصرفون داعين لهما باليمن والإقبال وبعد مضي ثلاثين يوما من ليلة الزفاف يشرع العروسان برد الزيارة لمن كان مدعوا لزفافهما فيقابلان بالإعزاز والإكرام وتولم لهما الولائم. فهذه هي معظم العادات المستعملة في الخطبة والزواج.
بعض عادات النصارى في أتراحهم
فمن ذلك العادات المستعملة في الوفاة. وهي أنه متى قضى المريض نحبه يوضع على منصة. وبعضهم يضعه في صندوق من صفيح التوتياء كيلا يتغير ريحه لأنه لا بدّ وأن يبقى بضع ساعات من غير دفن ، ولا سيما إذا كان شابا عزيزا على قومه فإنه يبقى أربعا وعشرين ساعة خوفا من أن يكون اعتراه سكتة القلب. وفي هذه البرهة يرسلون رقاع نعيه إلى أحبابه ومعارفه فيحررونها من لسان جميع من يلوذ بالميت ، ذاكرين كل فرد باسمه معينين فيها ساعة تشييع جنازته إلى التربة ، ويطلبون منهم الدعاء له بقولهم في آخر المكتوب صلّوا لأجله.