(.. وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى ...) وقد تلمح الآية بسماحتها في (إِنْ تُخالِطُوهُمْ ..) أنهم كانوا يتحذرون عن مخالطتهم خوفة من خلط أموالهم وإصابة منها على جهالة ، وكما سبقت آيات تشدد بالنسبة لأموال اليتامى (١) ،
__________________
(١) الدر المنثور ١ : ٢٥٥ ـ أخرج ابو داود والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابو الشيخ وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس قال : لما انزل الله : ولا تقربوا مال اليتيم ... وان الذين يأكلون اموال اليتامى .. انطلق ...
وفي نور الثقلين ١ : ٢١١ عن تفسير القمي حدثني أبي عن صفوان عن عبد الله بن مسكان عن أبي عبد الله (عليه السّلام) أنه لما نزلت (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً) أخرج كل من كان عنده يتيم وسألوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في إخراجهم فأنزل الله تبارك وتعالى «ويسألونك ...» وقال الصادق (عليه السّلام) لا بأس ان تخالط طعامك بطعام اليتيم فان الصغير يوشك ان يأكل كما يأكل الكبير واما الكسوة وغيرها فيحسب على كل رأس صغير وكبير كما يحتاج اليه.
وفيه عن الكافي عثمان عن سماعة قال : سألت أبا عبد الله (عليه السّلام) عن الآية (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ) قال : يعني اليتامى إذا كان الرجل يلي الأيتام في حجره فليخرج من ماله على قدر ما يخرج لكل إنسان منهم فيخالطهم ويأكلون جميعا ولا يرزأن من أموالهم شيئا إنما هي النار. وفيه عن أبي الصباح الكناني عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال قلت أرأيت قول الله عزّ وجلّ (وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ) قال : تخرج من أموالهم بقدر ما يكفيهم وتخرج من مالك قدر ما يكفيك ثم تنفقه ، قلت : أرأيت إن كانوا يتامى صغارا وكبارا وبعضهم أعلى كسوة من بعض وبعضهم آكل من بعض وما لهم جميعا؟ فقال : اما الكسوة فعلى كل انسان منهم ثمن كسوته واما الطعام فاجعلوه جميعا فان الصغير يوشك ان يأكل مثل الكبير ...
ومن عظيم امر الرعاية بالنسبة لليتامى ان اشركهم الله في كل اطعام (٧٦ : ٨ و ٩٠ : ١٠) والإنفاق (٢ : ٢١٥) وفي الخمس (٨ : ٤١) وفي قسمته الميراث دون نصاب لهم حيث ليسوا من الوارثين (٤ : ٨) ومنع عن اقتراب أموالهم الا بالتي هي احسن (١٧ : ٣٤ و ٦ : ١٥٢) وفرض الإصلاح لهم كما هنا (٤ : ٢) والقسط وبوفرة العدل بالنسبة إليهم (٤ : ٢) وعدم حل أخذ الاجرة للولي على ما يصلح ان كان غنيا (٤:٨).