اختصاص بنصابات خاصة للزكاة ولا سيما في التسعة المختلفة خلاف الكتاب والسنة! ومن أعلى العفو في إنفاق المال عفو الزيادة عن الحاجة.
فكل ما زاد عن النفقة الشخصية الواجبة ام والراجحة ، في غير ترف ولا سرف ولا تبذّر ومخيلة ، فهو مورد الإنفاق حسب المقرر في فقه الإقتصاد الإسلامي ، فإن الزكاة الخاصة وحدها لا تجزي مؤنة المحاويج والحاجيات في كل الحقول للجماعة المسلمة ، بل ومربع الآيات في الإنفاق والإيتاء والتصدق والزكاة ، تعني واجب الإنفاق وكله زكاة ، تزكي الفرد والمجتمع ، والمنفق والمنفق عليه ، وقد يأتي القول الفصل فيها في آية التقسيم للصدقات إنشاء الله تعالى.
«كذلك» البعيد الأعماق ، العالية الآفاق (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ) دونما جمود على حرفية الأسئولة في الإجابات ، فإنها تحلّق على كل سؤل للجماعة المؤمنة ، سألوها أم تركوها ، فإنما السؤال هو من مفاتيح الجواب دونما وقوف في حدّ السؤال.
«كذلك يبين .. لعلكم تتفكرون» تتفكرون في عمق الإجابات وسواها في آيات الله البينات ، «تتفكرون» :
(فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (٢٢٠).
«في الدنيا» ظرف ل (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) أن تتفكروا فيها (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ) تفكرا في كلّ على حدة وكلّ بالنسبة للأخرى لكي تعطوا كلا حقها ، دون إخلاد إلى الحياة الدنيا غضا عن الأخرى ، ولا إخلاد إلى الأخرى تركا للأولى ، فإنها مزرعة الأخرى ، وحسنتها هي حسنة الأخرى كما سيئتها